وحين جاء الإسلام استبقى ما هو صالح للبقاء من هذه الوسائل وزاد عليها، فكان المسجدُ قاعدة ينطلق منها المسلمون إثر تجمعهم وتشاورهم، وكانت خطبة الجمعة بلاغًا للحاضر والباد، ونافح الشعراءُ والخطباء المسلمون عن الإسلام ونبي الإسلام، مؤيدين بملائكة السماء «اهجهم وروح القدس يؤيدك».
وكتب عليه الصلاة والسلام إلى ملوك الأرض، وأرسل الرسلَ يدعوهم إلى الإسلام، وكانت البعثات التعليمية والدعوية الموجهة من الرسول صلى الله عليه وسلم تجوب جزيرة العرب وسطها وأطرافها، فبلغت الدعوة اليمن والبحرين والحبشة، وأرض فارس والروم، ومقوقس مصر .. وغيرهم.
ثم جاءت حركة الفتوح الإسلامية والجهاد في سبيل الله لتنشر دين الله في الآفاق، ولم يبق بيت وبر ولا مدر، ولا أحمرَ ولا أسود إلا بلغتهم الدعوة. ووقف المجاهد الشهم في سبيل الله على ساحل البحر ليقول كلمته: والله لو أعلم أن خلف هذا البحر بشرًا لم تبلغهم دعوة الإسلام لخضت البحر إليهم .. الله أكبر، ويفوح شذى الذكريات، وإن كانت مؤرقة.
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد ... تجده كالطير مقصوصًا جناحاه؟
واستمر المسلمون، والعالم الآخر من حولهم يعنون بوسائل الإعلام وأساليب التأثير- ولكلٍّ وجهة هو موليها- حتى إذا كان العصر الحاضر تطورت وسائل الإعلام، وبلغت في تنوعها وتقنيتها وأساليب تأثيرها شأوًا بعيدًا، وأصبح العالم الكبير يعيش وكأنه في قرية واحدة - كما يقال- ولا تخفى أحداث الغرب على من هو في الشرق، ولا من هو في الشمال على من هو في الجنوب، والعكس. ولكن المؤلم والمؤسف أن مراكز القيادة الإعلامية، وقنوات التأثير الكبرى، ووكالات الأنباء العالمية من نصيب غير المسلمين، ويمتلكها مناوئون