للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للإسلام وقومٌ خصمون للمسلمين، يكفي- دليلًا على ذلك- أن تعترف الصحف الغربية نفسها بسيطرة اليهود على الصحافة العالمية- وخاصة في أوربا وأمريكا- ومنذ أمد بعيد (١).

وليس يخفى سيطرة اليهود كذلك على أغلب وكالات الأنباء، وهذا يفسر التعتيم الإعلامي على كثير من قضايا المسلمين من جانب، وإشغال الناس بقضايا تافهة وفرضها على الإعلام العالمي، لأنها تخدم أغراضًا معينة يريد تصديرُها أولئك المنتقدون من جانب آخر- والله المستعان-.

أيها المسلمون! ومكمنُ الخطر أن وسائل الإعلام باتت وجهة للرأي العام- بشكل عام- والمتفوق في هذا الميدان يفرض حضارته، ويصدر أفكاره، ويحشر الآخرين معه في اهتماماته ولو كانت ساذجة، ويؤثر في مشاعر الناس في أحداثه ولو كانت ساقطة.

أجل أن من أبرز الآثار التي خلفها الإعلام المعادي على مجتمعات المسلمين زعزعة المعتقد عند بعضهم، ونشر الأفكار الهدامة عند بعضهم الآخر، كما أثرت في تصدير العوائد والأخلاق الرديئة، وساهمت في خلخلة بناء الأسرة المسلمة، وروجت للاقتصاد الحرِّ بزعمهم- وهو عين الربا والاحتكار، وشوهت صورة الإسلام، واختارت أبشع الصور لإلصاقها بالمسلمين، كما اختارت أسوأ المصطلحات المنفرة لترمي بها- زورًا وبهتانًا- أبناء المسلمين- ولو كانوا يُدافعون عن حقوقٍ مغتصبة- ولو حوصروا في معاشهم وضيق عليهم المستعمر أوطانهم، وأساءَ إلى مقدساتهم!

مصيبة عُظمى حين تُؤَثِّر وسائل الإعلام المعادية في مجتمعات المسلمين،


(١) اعترفت بذلك صحيفة الجرافيك اللندنية عام ١٨٧٩ م (الغلاييني، وسائل الإعلام ص ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>