للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ} (١).

{وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (٢).

{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ} الآية (٣).

لذا تتجه أنظار الأنبياء بالدعوات الصادقة للأبناء وهدفُهم من الذرية تحقيق العبودية لله، يقيمون الصلاة، ويشكرون أنعم الله، فليست دعواتهم لذرية مطلقة كلا بل مقيدة بالصلاح «ذريةً طيبة»، ومن أولياء الله «فهب لي من لدنك وليا».

أوابين له {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (٤).

ويستمر الآباء في الدعوة والدعاء للأبناء وإن أحسوا منهم جنوحًا عن سبيل الهدى، وانحيازًا عن ركب المؤمنين ولكن الهداية بيد الله وحده لا يملكها الأنبياء المرسلون، ولا الملائكة المقربون.

{وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (٤٢) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} (٥).

وحين ألح نوحٌ في الدعاء ونادى ربه فقال: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}.

قال الله له: {لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي


(١) سورة آل عمران، الآيتان: ٣٨، ٣٩.
(٢) سورة ص، آية: ٣٠.
(٣) سورة النمل، آية: ١٦.
(٤) سورة ص، آية: ٣٠.
(٥) سورة هود، الآيتان: ٤٢، ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>