للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (١).

ويظل يوسف عليه السلام يذكر آباءه بخير وهو في غياهب السجن: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} (٢).

ولا ينسيه المُلك أو يطغيه الجاهُ والسلطان عن طلب والديه وأهله وحين دخلوا عليه مصر {آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (٩٩) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} (٣).

أيها الأبناء تأدبوا غاية الأدب جمع والديكم وقولوا لهما قولًا كريمًا، وقدوهما حقَّ قدرهما.

أورد النوويُ يرحمه الله في كتاب (الأذكار) في باب نهي الولد والمتعلمِ والتلميذ أن يُنادي أباه ومعلمه وشيخه باسمه فقال: روينا في كتاب ابن السُّني عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا معه غلام، فقال للغلام: «من هذا؟ » قال: أبي، قال: «فلا تمش أمامه، ولا تَسْتَسِتَّ له، ولا تجلس قبله، ولا تدعُه باسمه»، قلت (النووي): معنى لا تستسب له: أي لا تفعل فعلًا يتعرضُ فيه لأن يَسبَّك أبوك زجرًا لك وتأديبًا على فعلك القبيح.

أيها الآباء أدبوا أولادكم بآداب الإسلام واسألوا الله لهم الهداية والصلاح فالله هو الهادي والمصلح.


(١) سورة الصافات، آية: ١٠٢
(٢) سورة يوسف، آية: ٣٨.
(٣) سورة يوسف، الآيتان: ٩٩، ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>