للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث واحد فقال في خطبة حجة الوداع «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ » (١).

وإذا كان شأن الدماء والأموال في حسنا عظيم، فينبغي أن يعلم أن شأن الأعراض عظيم كذلك.

وهل علمت- يا من تستعيذ بالله صباح مساء من عذاب القبر أن الغيبة والنميمة من أسباب عذاب القبر، فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس-رضي الله عنهما- أن رسوله الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير»، وفي رواية البخاري «بلى إنه كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله» - وفي رواية لا يستنزه من بوله - الحديث قال العلماء: معنى: وما يعذبان في كبير: أي في كبير في زعمهما، أو في كبير تركه عليهما (٢).

وإذا كانت النميمة وردت في هذا الحديث سببًا في عذاب القبر فقد جاء ذكر (الغيبة) بدلاً منها في حديث أو رواية أخرى رواها الطيالسي، وأحمد والطبراني، وابن أبي الدنيا بسند جيد (٣).

وهو مؤشر إلى أن الغيبة والنميمة سببان موجبان لعذاب القبر وقانا الله وإياكم والمسلمين عذاب القبر وما بعده.

أيها المسلمون .. والذين يقعون في أعراض المسلمين ويتتبعون عوراتهم حريون بعقوبة الله العاجلة، وعليهم ألا يأمنوا الفضيحة في عقر دارهم، قال


(١) رواه البخاري ومسلم، الأذكار للنووي/ ٢٨٩.
(٢) النووي، الأذكار/ ٢٨٩.
(٣) الإحياء ٩/ ١٥٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>