للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودونك أنموذجًا في القناعة والزهد:

كتب سليمانُ بنُ عبد الملك إلى أبي حازم: ارفع إليَّ حاجتك قال: هيهات، رفعتُ حاجتي إلى من لا يختزنُ الحوائجَ فما أعطاني منها قنعت، وما أمسك عني منها رضيت» (١).

وقال أبو واقدٍ الليثي: تابعًا الأعمالَ، نقولُ أيها أفضل؟ فلم نجدْ شيئًا أبلغَ في طلب الآخرةِ بزهادةٍ في الدنيا (٢).

يا أخا الإيمان احرص على أن يكون لك في كل عمل خير سهمٌ نافذ فما أجملَ أن تروض النفسُ على عمل الخير فيصبح لها سجيةً وطبعًا، ومن داوم على شيء ألِفه وسهل عليه القيامُ به.

وهذا سفيان الثوري يقول: ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثٌ قطُّ إلا عملت به ولو مرة» وهذا منه محمولٌ على فضائل الأعمال .. وهو منه أيضًا تأكيدٌ على العمل بسنة محمد صلى الله عليه وسلم وشدة العناية بها، أكثر من العمل، وأقلل من الذنوب .. ففي ذلك سلامةٌ لا يعدلها شيء، وفي الزهد لابن المبارك عن ابن عباس رضي الله عنهما بسند صحيح أنه سئل: رجلٌ قليلُ العمل قليلُ الذنوب أعجبُ إليك، أو رجلٌ كثير العمل كثير الذنوب؟ قال لا أعدل بالسلامة شيئًا (٣).


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٣/ ٢٣٧، وسنده صحيح، المرجع السابق ص ٧٩.
(٢) صحيح الأخبار، عمرو سليم فى ٥٥.
(٣) الزهد لابن المبارك ص ٦٦، وصحيح الأخبار ص ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>