بتوبتك منك إذ أضعت راحلتك في أرض فلاة وعليها زادك ومتاعك وحين أيست منها استسلمت للموت، فلما كنتَ كذلك إذا بها على رأسك وعليها ما ينقذك، فسبق لسانك وقلت من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك .. أخطأت من شدة الفرح.
يا أخا الإسلام وحين تُذكَّر بهذا فلا يطل أمدْك، ولا تنس مفاجأة الموت لك .. وأنت ترى وتسمع بين كلِّ حين وآخر مفاجأةً لفلان، ومصيبةً جماعيةً لآلِ فلان، ولربما قلت من هول الصدمة وحداثة المفاجأة .. أمات فلان حقًا؟ نعم لقد مات .. وستموت أنتَ .. ومَنْ وراؤك {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}.
وهنا وقفةٌ أُذكر بها، وأشاطرُ الجهات المسؤولة في التنبيه لمخاطِرها، والحذر من التهور فيها .. إنها الحوادث المروِّعة التي باتت تحصدُ الأنفس حصدًا، وينشأ عنها ترمُل النساء، ويُتْمُ الأطفال، وتشتت الأسرِ بعد اجتماعها .. وهذه التي نحذر منها هي الناشئةُ عن تهور في القيادة، أو استهتار في أنظمةِ المرورِ المساعدةِ بإذن الله على السلامة .. كيف هانت عليك نفسك فعرضتها للخطر بسبب سرعةٍ جنونية كان لها عواقبها السيئة عليك وعلى أسرتك وعلى المجتمع من حولك .. ولئن هانت عليك نفسُك .. أفيحق لك أن تستهتر بأرواح الآخرين وهل يعجبك أن تكون مصدرَ شقاءٍ للآمنين؟
وإذا أردت أن تتصور الكارثةَ بإنصاف، فما موقفك من شخصٍ تسبب في حادث مؤلمٍ لأسرةٍ قريبةٍ منك وفيها رجالٌ ونساء، وشيوخٌ وأطفال، وهذا جريح وهذا كسير، وذاك نَزفَ من الدماء حتى فارق الحياة، ورابعٌ فاضت روحُه في الحال، وخامسُ عاش في غيبوبة أمدَ الحياة .. أو فترةً طويلةً أو قصيرة من الزمن .. ولربما استيقظ يوم أن استيقظ وهو مشلولُ الأطراف أو بعضها كيف تكون نظرتك لمن تسبب في مصير هذه الأسرة فكانت كما ذكرتُ أو أقلَّ أو