أكثر؟ لا شك أنك ستلومه وترسل عليه الدعوات، وهو في عينك شخصٌ عابث مستهتر ولو أخذ رأيُك في الحكم عليه لكان لك معه شأنٌ آخر؟ أفلا تُطبق هذه النظرةَ على نفسِك يوم أن تتسبب في إلحاق الضرر بالآخرين؟ !
إخوة الإسلام .. لقد باتت حوادثُ المرور تشكل خطرًا يلتهم الأُسر .. ويُفقد بسببها العالمُ، والرجلُ الفاضل والمرأةُ المربية، والشابُ في ريعان الشباب، والطفلُ ببراءتِه ولم يسلم من آثارها وعوائدها الرجلُ المتعقلُ في قيادتها ..
وهذه وتلك استثارة همم المسؤولين، فعقدت لها الاجتماعات والندوات، وصدرت لأجلها ولا تزال تصدر التوصياتُ والمجتمعُ بأسره شريككٌ في المسؤولية .. ولابد من المساهمة لعلاج هذه الظواهر السيئة، ولو أن كلًا منَّا التزم بنفسِه وحض أولاده على الالتزام بالأنظمة المرورية وقواعد السلامة .. لكان في ذلك نفعٌ كبير .. كيف لا وفي شريعتنا الغراء حمايةٌ للنفس وردٌّ للصائل، وأخذٌ على أيدي السفهاء، وتعاون على البرِّ والتقوى، ومساهمةٌ في النصح والتوجيه، وحفظٌ للطاقات، ونهي عن التسرع والإسراف، ورعايةٌ لآداب الطريق إنَّ من الذوق والمروءة أن تقدر- مشاعر الآخرين، ومن الفظاظة والرعونة أن تعيشَ متبلدَ الإحساس، لا ترعى للآخرين حرمة، ولا تُقدر لحراس الأمن مسؤولية ..
ألا فليكن إسلامُك وخُلقك في المسجد وفي الطريق، مع أهلك وذويك ومع الناس أجمعين .. ساهم في السلامة بوعيك وحسن قيادتك، واعتبر بما حصل لك أو لقرابتك في سبيلِ تأمين الأمن والحماية للآخرين .. وإذا كانت الآجالُ محدودة، والأنفاسُ معدودةً فاتخاذ الأسباب المشروعة مطلبٌ، واتقاءُ التهلكة بالنفس محرم، وبقدر ما تتمثل من أخلاق عالية بقدر ما تكون محبوبًا عند الله وعند خلقه ..