إنها فئةٌ من الشباب، لم نولها من العنايةِ ما تستحق، واكتفينا بلومها وانتقاد تصرفاتها .. ولكننا لم نقترب منها، ونكتشف أسبابَ جنوحِها، وأنسب الطرقِ لعلاجها ..
هذه الفئةُ- حين نريدُ تشخيص حالها- نقول: إنها فئةٌ منطويةٌ على نفسها .. أو على ما يشابهها .. كسولةٌ في أداءِ العبادات المفروضة، غيرُ قادرةٍ على تحمل المسؤوليات الأسرية- مزعجةٌ داخل بيوت أهلِها، هاويةٌ للاجتماعات الصاخبة في زوايا الشوارع، محبةٌ للسهِر ليلًا، مكثرةٌ للنوم نهارًا، المدرسةُ تشكو من ضعفها الدراسي، وما بها لله سبحانه وتعالى ضعفٌ في الفهم ولكنها تحضر بجسدها وعقولُها خارج المدرسة، ويشكو منها الجيران لسوءِ تصرفاتها، ولربما تخوفوا على أبنائهم منهم وحذروهم الاختلاط بهم، تتخذ من السيارةِ وسيلةً لإزعاج الآخرين، وربما استخدمتها وسيلة للاقتناص والتغرير بالأطفالِ والمراهقين - ولربما دمرت نفسها أو دمرت الآمنين من حولها بقيادتها الهوجاء .. هذه الفئة تطربُ للأغاني الماجنةِ ولربما اضطرت الآخرين لسماعِها بسبب رفعها للصوت عمدًا وبلا مبالاة، تفتخر بالسيجارة تتعاطاها .. وتظنها بطولةً أمام الأحداث من حولها .. والأمر أدهى حين تبدأ في مسلسل المخدرات والخمور والمنبهات .. يضيع جزءٌ من وقتها في العكوف على مشاهدةِ الأفلام الخليعة .. ويتأثر فكرُها وسلوكُها بالمسلسلات الجنسية، أو بأحداث العنفِ البوليسية تركز على المجلات الهابطة .. ونصيبها من الصحف زوايا الفنِّ والرياضة.
هذه الفئة لا ترعى للوالدين حقًا، ولا تطيع لهما أمرًا .. وتنساق مع الأصحاب وتطيعهم أكثر من غيرهم، وما أسرع ما يقع الخصومةُ بينهم ولأتفه الأسباب .. تشتكي منهم الجهاتُ الأمنية .. ولربما كانتِ إساءتهم أكثر للعمالةِ الوافدة.