للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النور، وأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم- فيما أوحى: {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (١).

وسائل نفسك يا حامل القرآن- ما نصيبك من إخراج من عمي في الضلالة إلى نور الهداية .. إن القرآن حجة لك أو عليك وأنت مؤتمن في حمله، ومسؤول عن العمل به، والدعوة إلى هديه.

يا حافظ القرآن وخليق بك أن تُعرف بخشوعك في صلاتك إذ بعضُ الناس عن صلاتهم ساهون، وبحسن سمتك إذا بدأ بعض القوم في حديث الباطل يخوضون، وببكائك وخوفك إذا ما الناس يضحكون وعن أهوال يوم القيامة غافلون، وبصدق أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، إذا علمت البلوى بالمداهنة، وضعف جانبُ الأمر والنهي بين العامة والخاصة يا أهل القرآن أوتروا وليطل قيامكم بالقرآن، ولتمتلئ محاريبكم بالدموع خوفًا من الرحمن، وحزنًا على واقع أمة القرآن وأين هممكم من همة الشاب عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما- وقصته مشهورة في الصحيحين وغيرهما- قال: كنتُ أصوم الدهر واقرأ القرآن كلَّ ليلة، فإما ذُكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أرسل لي، فأتيته فقال: «ألم أخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كلَّ ليلة؟ » قلتُ: بلى يا نبي الله، ولم أردْ إلا الخير، قال: «فإن بحسبك أن تصوم من كل شهرٍ ثلاثة أيام»، إلى أن قال: «واقرأ القرآن في كل شهر»، قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأه في كل عشرين»، قال قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأه في سبعٍ ولا تزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقًا، ولزورك عليك حقًا، ولجسدك عليك حقًا .. » الحديث (٢).


(١) سورة إبراهيم، آية: ١.
(٢) انظر صحيح مسلم ح ١١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>