للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني: معنى قوله صلى لله عليه وسلم: ((كلها في النار إلا واحدة))]

وأما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((كلها في النار)) فقد ذكر الشاطبي ما حاصله:

١ - أن هذه الفرق لا بد أن ينفذ فيها الوعيد لا محالة.٢ - أنهم مثل أهل الكبائر تحت المشيئة (١).٣ - أن الأولى عدم التعرض لتعيين الفرق غير الناجية بالحكم عليها بالنار، لأن النبي عليه السلام نبه عليها تنبيهاً إجمالياً لا تفصيلياً إلا القليل منهم كالخوارج (٢).

والذي يظهر لي أن الفرق تختلف في بعدها أو قربها من الحق، فبعضها يصح أن يطلق على أصحابها أنهم أهل بدعة أو معصية وحكمهم حكم أصحاب الكبائر، وبعضها لا يصح وصف أصحابها إلا بالكفر لخروجهم عن الإسلام مثل فرق الباطنية والسبئية والميمونية من الخوارج ... إلخ، ويكون حكمهم حكم الكفار الخارجين عن الملة، ولو تظاهروا بالإسلام.


(١) ((الاعتصام)) (٢/ ٢٤٧ - ٢٤٨).
(٢) ذكر الشاطبي في ((الموافقات)). انظر ((أهم الفرق)) (ص١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>