للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني عشر: الحلول والتناسخ]

وإن فرقا من الشيعة يعتقدون في أئمتهم بأنهم هم الذين ظهروا في مختلف الصور في الأزمنة المتعددة، والأمكنة المختلفة، وهم الذين ظهروا في أيام آدم بصورة آدم، وفي دور نوح بنوح، وكذلك شيث وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم في زمانهم، وأن أئمتهم هم الذين نجّوا نوحا، وأغرقوا الخلق في عهد نوح، وخرقوا السفينة، وقتلوا الغلام وغير ذلك.

فهاهم يكذبون على علي رضي الله عنه أنه قال: (أنا ومحمد نور واحد من نور الله ... أنا صاحب الرجفة، صاحب الآيات ... أنا أهلكت القرون الأولى، وأنا النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ... أنا الكتاب ... أنا اللوح المحفوظ ... أنا القرآن الحكيم ... أنا محمد ومحمد أنا ... إن ميتنا لم يمت، وقتيلنا لم يقتل، ولا نلد ولا نولد ... وأنا الذي نجّيت نوحا ... ونطقت على لسان عيسى ابن مريم في المهد، فآدم وشيث ونوح وسام وإبراهيم وإسماعيل وموسى ويوشع وعيسى وشمعون ومحمد وأنا كلنا واحد ... أنا أحيي وأميت ... وكذلك الأئمة المحقون من ولدي، لأنا كلنا شيء واحد يظهر في كل زمان (١).ورروا عنه أيضا أنه قال لسلمان: (أنا أحيي الموتى، وأعلم ما في السماوات والأرض، وأنا الكتاب المبين، يا سلمان، محمد مقيم الحجة، وأنا حجة الحق على الخلق، وبذلك الروح عرج به إلى السماء، أنا حملت نوحا في السفينة، أنا صاحب يونس في بطن الحوت، وأنا الذي حاورت موسى في البحر، وأهلكت القرون الأولى، أعطيت علم الأنبياء والأوصياء، وفصل الخطاب، وبي تمت نبوة محمد، أنا أجريت الأنهار والبحار، وفجرت الأرض عيونا، أنا كاب الدنيا لوجهها، أنا عذاب يوم الظلمة، أنا الخضر معلم موسى، أنا معلم داود وسليمان، أنا ذو القرنين، أنا الذي دفعت سمكها بإذن الله عز وجل، أنا دحوت أرضها، أنا عذاب يوم الظلمة، أنا النادي من مكان بعيد، أنا دابة الأرض، أنا كما يقول لي رسول الله (ص): أنت يا علي ذو قرنيها، وكلا طرفيها، ولك الآخرة والأولى، يا سلمان إن ميتنا إذا مات لم يمت، ومقتولنا لم يقتل، وغائبنا لم يغب، ولا نلد ولا نولد في البطون، ولا يقاس بنا أحد من الناس، أنا تكلمت على لسان عيسى في المهد، أنا نوح، أنا إبراهيم، أنا صاحب الناقة، أنا صاحب الرجفة، أنا صاحب الزلزلة، أنا اللوح المحفوظ، إلى إنتهي علم ما فيه، أنا أنقلب في الصور كيف شاء الله، من رآهم فقد رآني، ومن رآني فقد رآهم، ونحن في الحقيقة نور الله الذي لا يزول ولا يتغيّر (٢).

ورووا عن جعفر بن الباقر أنه قال: (أنا من نور الله، نطقت على لسان عيسى ابن مريم في المهد، فآدم وشيث ونوح وسام وإبراهيم وإسماعيل وموسى ويوشع وعيسى وشمعون ومحمد كلنا واحد، من رآنا فقد رآهم ... أنا أحيي وأميت وأخلق وأرزق، وأبرئ الأكمه والأبرص، وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم بإذن ربي، وكذلك الأئمة المحقون من ولدي لأنا كلنا شيء واحد (٣).


(١) انظر ((زهر المعاني)) لإدريس عماد الدين الباب السابع عشر ص ٧٤ وما بعد من (المنتخب من بعض الكتب الإسماعيلية) لايوانوف ط أجمل بريس بومبي.
(٢) ((مشارق أنوار اليقين)) للحافظ رجب البرسي (ص ١٦١) ط دار الأندلس بيروت، أيضا طرائق الحقائق للحاج معصوم شيرازي (١/ ٧٧، ٧٨) ط طهران ١٣٣٩ هجري شمسي.
(٣) كتاب ((بيت الدعوة الإسلامية)) نسخة خطية ص ١٠ نقلا عن تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب الإسماعيلي (ص ٨١، ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>