للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الرابع: بالفناء يخرجون عن طور البشرية إلى الألوهية وإذا حصل الفناء بالله عندهم صاروا طورا آخر غير الطور البشري. وبعد ورود الفيض يترقى السالك حتى تنقص مناسبته عن طور البشرية، فترتفع عنه صفات البشرية. (١) قال بهاء الدين نقشبند «كنت في بستان فغلبت علي الجذبات الإلهية فحصل لي غيبة اتصلت بالفناء الحقيقي وحقيقة الفناء في الله عز وجل ورأيت أني في صورة نجم في بحر من بحور بلا نهاية ثم بعد ست ساعات رُدَتْ إليّ بشريتي شيئًا فشيئًا» (٢).

ولعلك تسأل عن معنى قوله: (فعادت إلي بشريتي شيئًا فشيئًا)؟

فإلى أي مادة تحول بعد خروجه من طور البشرية؟ بالطبع إذا حصل الفناء بالله فهو خروج عن الطبيعة البشرية إلى الطبيعة الإلهية. لا سيما وأنه يتلفظ بألفاظ الكفر (أنا الحق وسبحاني) الشبيهة بقول فرعون: مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:٣٨] وأَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى [النازعات:٢٤].


(١) كتاب ((السبع الأسرار في مدارج الأخيار)) (ص ٦٦) لمحمد معصوم العمري. ط: ١٣٣١ إستانبول، ((المكتوبات الربانية)) للسرهندي الفاروقي (ص ٤٠).
(٢) ((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية)) ص ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>