للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثالث: أبرز زعماء البريلوية]

فمن أبرزهم نعيم الدين المراد آبادي ولد في يناير سنة ١٨٨٣م وكان معاصراً للبريلوي، ولم يكن بينهما أية رابطة سوى مخالفة كل واحد منهما الموحدين وأتباع الكتاب والسنة، وتأييد الرسوم والعادات الهندوسية التي دخلت على المسلمين باسم الدين وراجت فيه، ومناصرة البدعات، والتبرك بالقبور والتوسل بالصالحين، والنذور للأموات، وإقامة الأعياد التي تسمى الأعراس وغير ذلك من الأمور.

"وإنه أسس مدرسة في مراد آباد بالهند وسماها في البداية "مدرسة أهل السنة" ثم غير إسمها وسماها "بالجامعة النعيمية" ويتلقب تلامذة هذه المدرسة والمتخرجون منها النعيميون.

"وإنه أسس مدرسة في مراد آباد بالهند وسماها في البداية " مدرسة أهل السنة" ثم غير إسمها وسماها "بالجامعة النعيمية" ويتلقب تلامذة هذه المدرسة والتخرجون منها النعيميون.

وكان المراد آبادي يشاهد ويرى شدة البريلوي وقسوته على السلفيين والدعاة إلى التوحيد الخالص، والعاملين بالكتاب والسنة، فكان يعجب به ويفرح، ويظهر سروره ويؤيده ويناصره ويكتب ويؤلف في تأييده وتوثيقه، كما كتب بعض الكتيبات في نفس المسائل التي أثار البحث حولها البريلوي. ومن أهم ما ألف هوامش القرآن الكريم باللغة الأردية وسمّاها (خزائن العرفان) التي نشرت فيما بعد مع ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الأردية للبريلوي و (أطيب البيان) الكتاب الذي ردّ به على (تقوية الإيمان) للشهيد الشاه إسماعيل الدهلوي، و (الكلمة العليا) في إثبات علم الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من الكتب والرسائل، ومات سنة ١٩٤٨م، وطائفته تلقبه بلقب صدر الأفاضل" (١).ومن زعمائهم أمجد علي "ولد في كهوسي بولاية أعظم كره، ودرس في المدرسة الحنفية بجونبور، وتخرج سنة ١٣٢٠هـ وأيد دعوة البريلوي ونصرها بكل قوة، ومكث مدة في بريلي عند البريلوي، وألف عدة مؤلفات في تأييد مسلكه وموقفه، وساعده في تكوين مذهبه وطائفته، ومن أهم ما صنفت كتاب فقه باسم (بهار شريعت) الذي بين فيه المسائل والأحكام في ضوء التعليمات البريلوية، وصار الكتاب فيما بعد موسوعة فقه للبريلوية ومات سنة ١٣٦٧هـ الموافق سبتمبر ١٩٤٨م" (٢).

ومن قادة البريلويين السيد ديدار علي الذي ولد في نواب بور بولاية ألور في الهند سنة ١٢٧٠هـ ودرس على الشيخ أحمد على السهارنفوري، وبعد تخرجه سنة ١٢٩٣هـ درس في المدارس الحنفية العديدة حتى استقر في مدينة لاهور، ويقول كاتب ترجمته:

إنه وقي وحفظ مدينة لاهور من الوهابية والديوبندية ومن عقائدهم المسمومة وتوفي في أكتوبر سنة ١٩٣٥م. ومن مؤلفاته (تفسير ميزان الأديان) في جزئين صغيرين و (علامات الوهابية) وبعض الكتيبات الأخرى" (٣).ومن كبار زعمائهم حشمت علي ولد بالكهنو في الهند وكان أبوه من مريدي السيد عين القضاة وباشارة منه أدخله في المدرسة الفرقانية، فقرأ القرآن ودرس بعض الكتب في لكهنو ونشا وربي هناك ثم إنتقل إلى مدرسة البريلوي أحمد رضا "منظر إسلام" ودرس على يدي أمجد علي الذي يلقبه القوم بصدر الشريعة وفرغ من دراسته سنة ١٣٤٠هـ واستلم الشهادة من ابن البريلوي أحمد رضا، ثم بدأ يروج تعاليم البريلوية ويناصرها فلقبه البريلوي "بغيظ المنافقين" وأعطاه سند خلافته، واشتهر بالرد على الوهابية والديوبندية ثم مرض بمرض سرطان ومات من ذلك سنة ١٣٨٠هـ ودفن في بيلي بهيت في الهند" (٤).


(١) ((تذكرة علماء أهل السنة))، و ((حياة صدر الأفاضل))، وحاشية ((الاستمداد)) لمصطفى رضا ابن البريلوي.
(٢) ((الاستمداد)) الهامش (٩٠،٩١).
(٣) ((الاستمداد)) الهامش (٩٤) و ((تذكرة علماء أهل السنة)).
(٤) ((تذكرة علماء أهل السنة)) لمحمود البريلوي (٨٢،٨٣) ط كانبور.

<<  <  ج: ص:  >  >>