للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الرابع: علاقات خاصة مع الكعبة]

وقال محمد المعصوم: «لما دخلت المسجد الحرام رأيت جماعة من الرجال والنساء على غاية من الحسن يطوفون معي باشتياق وتقرب شديد بحيث يقبلون البيت ويعانقونه في كل وقت. أقدامهم على الأرض ورؤسهم بلغت عنان السماء، فتبين لي أن الرجال ملائكة والنساء من الحور العين. ورأيت الكعبة تعانقني وتقبلني باشتياق تام ... ولما فرغت من الحج جاءني ملك بكتاب بقبول الحج من رب العالمين ... ولما دخلت المدينة المنورة، فلما وقفت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الحجرة المطهرة وعانقني ... ثم ظهرت نسبتي: ورأيت جميع العالم من العرش إلى الثرى منورا من نوري. قال الخاني: «وكان هذا الشيخ يوصل الطالب إلى الفناء في أسبوع» (١).

بل تكاد العلاقة بينهم وبين الكعبة تكون شيئاً آخر. قال عبد الكبير: «قويت في علاقة المحبة بالكعبة بحيث لم يكن لي صبر ولا قرار في محل آخر. وبينما أنا في الطواف إذ هبت الريح وحركت أستار الكعبة وانكشفت بعض جدرانها فحصل لي منه «كيفية».

وظهرت مني صيحة وسقطت مغشيا علي، فلما أفقت قمت بالخجالة والانفعال وتوجهت نحو حضرة الشيخ وأردت أن أشكو إليه بعض ما بي من هذه العلاقة - أي مع الكعبة - فقال لي: يا عجمي: إيش لك مع البيت؟ فبكيت وتوسلت به «بحسب الباطن» فقال: ما ترى في البيت فهو غير محدود بل هو في الجبال وفي الجدار وفي السماء وفي الأرض وفي الحجر وفي المدر: موجود ومشهود بل كل ذلك هو هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو الله الذي لا اله إلا هو» (٢).


(١) ((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية)) (ص ١٩٥) ((المواهب السرمدية)) (ص ٢١٣) ((الأنوار القدسية)) (ص١٩٦) ((جامع كرامات الأولياء)) (١/ ٢٠٤).
(٢) ((رشحات عين الحياة)) (ص١٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>