للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث السادس: طعن الشيعة الإمامية في الإمام الشافعي رحمه الله:]

الإمام محمد بن إدريس الشافعي عند هؤلاء القوم (ابن زنا)!

ففي (الكشكول) ليوسف البحراني ما نصه:

(ونقل السيد المشار إليه في الكتاب المذكور نقل بعض علمائهم أن أم محمد بن إدريس لما غاب عنها زوجها جاء إليها بعد أربع سنين فوجدها حاملاً بمحمد فوضعته، فلما بلغ هذا المبلغ من العلم والرئاسة وعرف ذلك الحال ذهب إلى هذا القول.

وبعض محققيهم جعل العلة فيه أن أبا حنيفة كان في الوجود ولا يجتمع إمامان ناطقان في عصر واحد، فاستتر الشافعي في بطن أمه أربع سنين، ولما علم بموت أبي حنيفة خرج إلى عالم الوجود. فانظر رحمك إلى هذا المولود المبارك وما جرى من أحواله، وإلى تلك المرأة العفيفة وكيف ألصقت ذلك بزوجها وإلى العلة المذكورة وتلقي أسماعهم لها بالقبول في شأن هذا الرجل الذي صار إماماً في المذهب) (١).

من المفارقات والغرائب عند الإمامية الاثني عشرية: رميهم الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله بالتشيع أو الرفض! ومن ذلك قول ابن النديم صاحب (الفهرست): (كان الشافعي شديداً في التشيّع؛ وذكر له رجلٌ يوماً مسألة فأجاب فيها، فقال له: خالفتَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال له: ثبّت لي هذا عن علي بن أبي طالب حتى أضع خدّي على التراب وأقول: قد أخطأتُ، وأرجع عن قولي إلى قوله) (٢).

وألحق بعضهم أبياتاً من عنده بأبياتٍ شعرية للإمام الشافعي، يقول فيها الإمام:

يا راكباً قف بالمحصب من منى ... واهتف بساكن خيفها والناهض

سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضاً كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي (٣)

أما ما زادها الاثنا عشرية على هذه الأبيات فهي:

قف ثم ناد بأنني لمحمد ... ووصيه وبنيه لست بباغض

أخبرهم أني من النفر الذي ... لولاء أهل البيت لست بناقض

وقل ابن إدريس بتقديم الذي ... قدمتموه على عليّ ما رضي (٤)

ونسبوا إليه أيضاً أبياتاً أخرى زوراً وبهتاناً، منها:

شفيعي نبيي والبتول (٥) وحيدر (٦) ... وسبطاه والسجاد والباقر المجدي

وجعفر والثاوي (٧) ببغداد والرضا ... وفذاته والعسكريان والمهدي (٨)

أنا الشيعي في ديني وأهلي (٩) ... بمكة ثم داري عسقلية (١٠)

بأطيب مولد وأعز فخر ... وأحسن مذهب يسمو البرية (١١)


(١) كتاب ((الكشكول)) ليوسف البحراني، ط دار ومكتبة الهلال - بيروت - الطبعة الأولى (١٩٨٦م) (٣/ ٤٦).
(٢) ((الفهرست)) لابن النديم (ص:٢٩٥) طبعة عام (١٣٩٨هـ - ١٩٧٨م).
(٣) ((ديوان الشافعي))، للدكتور محمد زهدي يكن (ص:٩٠ - ٩١)، و ((شعر الشافعي))، للدكتور مجاهد مصطفى بهجت (ص:١٤٩).
(٤) انظر: ((التحفة الاثنا عشرية)) للدهلوي (ق٦١/ب) و ((مختصرالتحفة)) للألوسي (ص:٣٤ - ٣٥).
(٥) انظر في تسميتهم فاطمة رضي الله عنها بالبتول: ((بحار الأنوار)) (٤٣/ ١١٠)، و (٨٧/ ٢١٢).
(٦) يعني علياً رضي الله عنه، وقد ذكر في البيتين كل أئمتهم الاثني عشر.
(٧) ثوى المكان وثوى به وأثوى به، أي: أطال الإقامة به، ((القاموس)) (ص:١٦٣٧).
(٨) انظر: ((التحفة الإثنا عشرية)) (ق٦١/ب)، و ((مختصر التحفة)) (ص:٣٥)، وقد وقفت على بيتين آخرين شبيهين بهذين مبنى ومعنىً، وقد نسبا إلى شاعر رافضي كما في ((مناقب آل أبي طالب)) للمازندراني (١/ ٣٢٦).
(٩) وفي ((شعر الشافعي)) للدكتور مجاهد مصطفى بهجت (ص:٢١٣): وأصلي.
(١٠) لعل قائل هذا البيت يشير إلى ما ورد من أن الإمام الشافعي قد حمل إلى عسقلان بعد ولادته في غزة وقبل انتقاله إلى مكة المكرمة.
(١١) ((مناقب الشافعي)) للرازي (ص:١٤٠)، ونقل عنه د. مجاهد بهجت الأول فقط في ((شعر الشافعي)) (ص:٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>