المطلب الرابع: الأبدال " البدلاء " وعددهم أربعون بدلاْ، وسموا بالأبدال لأنهم ثابتون من حيث العدد كلما توفي أحدهم يسر الله تعالى واحداً غيره، وقيل: هم الذين أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بالحسنات، وهم بالشام، واستدلوا على ذلك بحديث منقطع الإسناد- كما يذكر ذلك ابن تيميه وهو عن علي رضي الله عنه مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((الأبدال يكونون بالشام وهم أربعون رجلاً كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، يسقى بهم الغيث، وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب)) (١).
ويرى الجرجانى إن البدلاء سبعة رجال، من سافر منهم يترك جسداً على صورته حياً بحياته، ظاهراً بأعمال أصله بحيث لا يعرف أحد أنه فقد وذلك هو البدل لا غير، ويقول إن الأربعين الموجودين في الشام هم النجباء وليس الأبدال.
المصدر:مفهوم التصوف وأنواعه في الميزان الشرعي لمحمود يوسف الشوبكي (مجلة الجامعة الإسلامية- المجلد العاشر) - ص٣٦
(١) رواه أحمد ١/ ١١٢ (٨٩٦) قال ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (١/ ٢٨٩) منقطع. وقال ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (٦/ ٢٢٧) فيه انقطاع. وقال أحمد شاكر في ((مسند أحمد)) (٢/ ١٧١): ضعيف.