[المطلب الخامس عشر: إهانتهم لعلي بن محمد بن الحسن بن موسى:]
وأما ابنه علي فيقولون: إنه مات أبوه وكان في الثامنة من عمره، فاختلفوا في إمامته وتكلموا كثيراً حولها حتى أثبتوها بشهادة رجل لم يكن منهم وبعد إجباره على تلك الشهادة (انظر تفصيل تلك القصة في كتاب (الحجة)، باب الإشارة والنص على أبي الحسن الثالث ١/ ٣٢٤).
ويقولون: إنه مع إمامته "لم يسلم إليه تركته من الضياع والأموال والنفقات والرقيق، وجعل عبد الله بن المساور قائماً عليها إلى أن يبلغ من قبل أبيه"(الأصول من الكافي ١/ ٣٢٥).
مع أنهم يحكون عن أبيه:
"إنه استأذن عليه قوم من أهل النواحي من الشيعة فأذن لهم، فدخلوا فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب عليه السلام وله عشر سنين"(الأصول من الكافي كتاب (الحجة)، باب مولد محمد بن علي ١/ ٤٩٦).وما أدري لم يستصغرونه حتى يضطرون إلى القائم يقوم بأمره إلى أن يبلغ ثم ويتهمونه بأنه لم يكن يعرف من سيكون الإمام بعده حتى إنه (أي علي بن محمد) جعل الإمامة إلى الأكبر من ولده - يعني إلى أبي جعفر محمد - ولم يدر أنه لا يبقى بعده بل سيموت في حياته، فلما مات قال: ما أنا الذي أخطأت ولكن الله لم يعلم من الذي سيكون الإمام بعدي وإليك النص: بدا (١)
لله في أبي محمد (يعني ابنه الثاني الحسن العسكري) بعد أبي جعفر (يعني ابنه الأكبر محمداً) ما لم يكن يعرف له كما بدا في موسى بعد مضي إسماعيل (يعني ابني جعفر) ما كشف به عن حاله وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون" (الإرشاد للمفيد ص٣٣٧).
المصدر:الشيعة وأهل البيت لإحسان إلهي ظهير - ص٢٨٦
(١) معناه: النسيان والجهل لله تعالى. انظر لتفصيل ذلك كتاب (الشيعة والسنة) الباب الأول، مسألة البدا.