للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولا: الدعوة الإسماعيلية في الهند إن الداعي أبا القاسم حسن بن الفرح بن الحوشب لما قام بنشر الدعوة في اليمن أرسل دعاته إلى الهند والسند، فالذي أرسل إلى الهند كان اسمه هيشم وكان ابن الأخ لأحمد بن عبد الله بن خليع (١).

فكانت الدعوة أقيمت في الهند منذ سنة ٢٧٠هـ، وبعد ذلك بعث المعز في عهده "٣٤١ - ٣٦٥" الداعي جله بن شيبان إلى مدينة دلهي، فدخل في الإسلام سلطان مستنافور وأغلب سكانها بجهوده وعلى يديه. ولما استولى محمود الغزنوي على مدينة ملتان فوجد العامل عليها إسماعيليا قرمطيا، ولا تفصل الكتب التاريخية هذا الإجمال (٢).

نعم، نرى في عهد المستنصر "٤٢٧ - ٤٨٧" ذكر دعاة ثلاثة أرسلوا إلى الهند وهم: أحمد، وعبد الله، ونور محمد "نور الدين"، وأقاموا في كنبايه ميناء غجرات، وتفقدوا أحوال الهنود بكل دقة؛ فيروى في شأن دعوة عبد الله ونجاحه روايات عديدة، منها استخراج الماء من بئر فلاح وزوجته وكانت جافة، فلما رأوا هذه الكرامة أسلموا، والأخرى أنه كان تمثال فيل معلق في معبد بدون سند، فأسقطه عبد الله على الأرض باستخراج مغناطيس في جدرانه، فلما رأى كهنة المعبد ذلك دخلوا في الإسلام.

وقد ذكر صاحب (الترجمة الزاهرة) قصة عبد الله كالتالي: (جاءهم رجل من اليمن ولي من الأولياء وتقي من الأتقياء، كامل في العلم والعمل، مصون من الخطأ والخطل، موسوم بمولانا عبد الله العابد الأواه ذي الشرف والجاه، فنزل فيما يؤثر بموضع كهمبايت ولقي رجلاً يدعي كاكا أكيلا وامرأته كاكي أكيلي في مزرعة لهما، فقال له كاكا أكيلا: من أنت ومن أين أقبلت؟ فقال: من أرض العرب وقد احتجت الآن إلى ماء لأشرب فإن كان عندك ماء فهاته. فقال: يا أخا العرب! إن ها هنا بئراً قد أصبح ماؤها غوراً، فمن يأتينا بماء معين؟ فقال: أين هي أرني مكانها، فمر به إليها فقال له: أيها الرجل! إن فاضت البئر ماء فراتاً أفتدخل في ديني وتترك دينك؟ فقال: نعم هو لك عليَّ، فأحسن إليَّ فضرب في البئر حينئذ السهم فبلغ الحجر فانشق انشقاقاً ونبع الماء واندفق اندفاقاً، فلما رأى الرجل هذا المعجز لم يلبث أن أسلم وأذعن لأمر ذلك الولي وأسلم هو وامرأته المذكورة في تلك المزرعة المشهورة، فحسن إسلامهما وسعيا معه مساعي مشكورة) (٣).ثم ذهب عبد الله إلى مدينة فتن التي كانت عاصمة الولاية لغجرات، وتأثر بدعوته الهنادك هناك، وقلق بذلك الحاكم سده راج جي شنكة "بهارمل ٤٨٧ - ٥٢٨"، فأرسل الكتيبة المسلحة للقبض عليه، ولكنها لم تتمكن منه لأنه خيل إليهم أن عبد الله محاط به بسور من النار حتى جاء الحاكم نفسه، وزال هذا السور بأمر من عبد الله وأمكن للحاكم دخولها، فاستغرب ذلك وطلب منه كرامة أخرى غيرها، فأمر عبد الله صنماً في المعبد أن يشهد أن دين العرب هو الحق، فلما سمع الحاكم ذلك من الصنم أسلم هو ومن معه من رفقائه (٤).


(١) ((موسم بهار)) (٣/ ٢٤)، ((تاريخ فاطميين مصر)) (ج٢/ ٨١).
(٢) ((تاريخ غجرات)) (ص: ٢٣٥).
(٣) ((الترجمة الزاهرة بهرة الباهرة)) (ص: ٨٩ - ٩٠).
(٤) (( THE OBHRASH)) (CH ٤, P١١٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>