للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك رواية أخرى: أن عبد الله وصل غجرات ورأى الهنادك لا يعرفون عن الإسلام شيئاً، وكانوا أتباعاً لسادن في المعبد واثقين به كل الوثوق، فأحس بالخطر إن قام بدعوته فيهم وجاء بمعارضته أمامهم، فتظاهر بالزهد والتنسك وصار كواحد من أتباع ذلك السادن، وجد في تعلم لغتهم، فلما أتقن اللغة وتكلم بها مثلهم ناظر السادن في مسائل شتى، حتى أثر في الخادم كلامه وتغيرت أفكاره وأسلم مع جماعة من أتباعه ومن بينهم كان وزير للحاكم يسمى (تارمل رها) ووصل خبر إسلام الوزير للحاكم بهارمل وجاء يزوره على غفلة منه فرآه يصلي فثار ثائره وقال: ما لي أراك تقوم وتقعد هكذا؟ فأجابه: رأيت هنا حية تسعى وأنا الآن في بحث عنها، فأمر الحاكم بتفتيشها فلم يلبث حتى وجدت الحية حقيقة، فأسلم الحاكم وأخفى ذلك عن رعاياه، وتشرف باعتناق الإسلام والده كمارايالا وإجايايالا "يعقوب" ومرشده الجيني همارجاريه، ويقال: إن ابن بهارمل يعقوب اعتزل عن الملك محافظة على إسلامه من فتنة الكفار، وحاول نشر الدعوة في الخفاء والسر، وسلك ابنه إسحاق مسلك أبيه وكان في ذريتهم من ناب في الهند عن الراعي المطلق في اليمن.

وإلى اليوم قبور عبد الله وأحمد والفلاح وزوجته في كنباية تزار من قبل الإسماعيليين.

والداعي عبد الله المذكور أرسل زميله نور محمد "نور الدين" إلى جنوب الهند ونال هذا الداعي نجاحاً ملموساً في ضواحي أورنغ آباد، وقبره موجود في قرية دوند كاول على بعد أربعين كيلومتراً من مدينة أورنغ آباد، ويعرف ضريحه بمزار "لائي صاحب".وفي تلك الأيام بعث من اليمن داع آخر اسمه فخر الدين "بايحيى صاحب" وصرف جهوده في نشر العقيدة الإسماعيلية حتى قتل أثناء سفره بأيدي أناس من قبيلة بهيل، ودفن في قرية كلياكوك (١).

والخلاصة أن الدعوة الإسماعيلية ابتدأت في الهند منذ سنة ٢٧٠هـ وما زال عدد الأسماعيليين في تزايد حتى نقل مركز الدعوة من اليمن إلى الهند في سنة ٩٤٦هـ.


(١) (( ISLAMIC LAW ISMAILI COMMUNITIES)) (PG: ٣٨٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>