للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثاني: هل تتسبب العبادة الصحيحة في التلفظ بالكفر؟!]

وبالطبع فهذه النتيجة الخطأ دليل على أن العبادة خطأ وعلى أن الشيطان يستحوذ عليه. فلو كان هذا الذكر متوجها إلى الله توجها صحيحا لما أثمر الكفر وانتهى بادعاء الذاكر للألوهية!!!

وحرم الله الاقتراب من الصلاة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ [النساء: ٤٣] , وهؤلاء يدعون أن العبادة هي سبب السكر وتعطل العقل! وذكر صاحب كتاب (الرشحات) أن رجلا سأل المولى بهاء الدين عمر عن قول القائل: (الممكن عين الواجب) فرجع عن هذا الكلام وقال: (بل الواجب عين الممكن) فقال: ما هناك فرق بين الكلامين. فلم يتجاسر أحد في الجواب ولم يقولوا شيئًا» (١). وقد صرح صاحب (السبع الأسرار) أن حقيقة مقام الفناء هو فناء السالك هو «اتحاد وجود الممكن بوجود واجب الوجود وذلك نسبة لغلبة التوحيد وقوة ظهور الوحدة على بصيرته» (٢).- وذكر في قوله تعالى لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ [غافر: ١٦] , أن المراد من (الملك) قلب السالك حين يتجلى الله سبحانه للقلب بقهر الأحدية لا يترك فيه شيئًا غيره فيلقي إليه صدى لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ فإذا لم ير في تلك المملكة غيره يجيب تعالى بنفسه بالضرورة بقوله: لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر: ١٦] , ويسمع صدى (سبحاني ما أعظم شأني) و (أنا الحق) و (هل في الدارين غيري) (٣).- وصرح نقشبندي آخر بأن «وجود الحق مثل المرآة: ووجود الممكنات مثل الصور التي تنجلي في المرآة. فوجود المرآة حقيقي. ووجود الصور فيها وهمي وخيالي» (٤).


(١) ((رشحات عين الحياة)) (١٩٨).
(٢) كتاب ((السبع الأسرار في مدارج الأخيار)) (ص ٥٨) تأليف محمد معصوم العمري النقشبندي.
(٣) ((رشحات عين الحياة)) (١٨٦).
(٤) كتاب ((السبع الأسرار في مدارج الأخيار)) (٧٢) لمحمد معصوم العمري النقشبندي إستانبول ١٣٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>