للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الحادي عشر: الولاية والوصاية]

وتشابه آخر بين الصوفية والشيعة هو أن الصوفية أضفوا على أوليائهم عين تلك الأوصاف والاختيارات التي أضفى الشيعة على أئمتهم وأوصيائهم، فإن الشيعة يقولون: (أن الأئمة ولاة أمر الله، وخزنة علم الله، وعيبة وحي الله (١).

ويروي أبو جعفر محمد بن الحسن الصفار المتوفى ٢٩٠هـ شيخ الكليني، في بصائره، عن محمد الباقر بن علي زين العابدين أنه يقول: (نحن جنب الله ونحن صفوته ونحن خيرته ونحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن أمناء الله ونحن حجّة الله، ونحن أركان الإيمان، ونحن دعائم الإسلام، ونحن من رحمة الله على خلقه، ونحن الذين بنا يفتح الله وبنا يختم، ونحن أئمة الهدى، ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى، ونحن السابقون، ونحن الآخرون، ونحن العلم المرفوع للخلق، من تمسك بنا لحق، ومن تخلف عنا غرق، ونحن قادة الغر المحجلين، ونحن خيرة الله، ونحن الطريق، وصراط الله المستقيم إلى الله، ونحن من نعمة الله على خلقه، ونحن المنهاج ونحن معدن النبوة، ونحن موضع الرسالة، ونحن الذين إلينا مختلف الملائكة، ونحن السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا، ونحن الهداة إلى الجنة، ونحن عز الإسلام، ونحن السنام الأعظم، ونحن الذين بنا تنزل الرحمة وبنا تسقون الغيث، ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب، فمن عرفنا ونصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا (٢).

وروى الكليني عنه أيضا أنه قال: (نحن خزان علم الله، ونحن تراجمة وحي الله، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الأرض (٣).

ورووا عنه أيضا أنه قال: (نحن المثاني التي أعطاها الله النبي صلى الله عليه وآله، ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم، عرفنا من عرفنا، وجهلنا من جهلنا، من عرفنا فإمامه اليقين، ومن جهلنا فإمامه السعير (٤).

والروايات في هذا المعنى كثيرة جدا، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتبنا الأربعة في هذا الموضوع، أو كتب الشيعة كبصائر الدرجات للصفار، والكافي للكليني، وبحار الأنوار للمجلسي، والفصول المهمة للعاملي، والبرهان للبحراني وغيرها من الكتب الشيعية الكثيرة.

مع العلم بأن كتاب الله القرآن الكريم، وكتب السنة النبوية المطهرة، وتراجم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خالية عن مثل هذه الخرافات والهفوات، والشركيات واليهوديات.


(١) ((الأصول من الكافي)) للكليني (١/ ١٩٣).
(٢) ((بصائر الدرجات الكبرى)) للصفار الجزء الثاني ص ٨٣ ط منشورات الأعلمي طهران ١٤٠٤ هجري قمري.
(٣) ((الكافي)) للكليني كتاب الحجة (١/ ١٩٢).
(٤) ((بحار الأنوار)) للمجلسي (٢/ ١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>