للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيا: خروج الماتريدية على إجماع جميع بني آدم إن الماتريدية وأمثالهم وكل من نفى "علو" الله تعالى على خلقه من جميع طوائف المعطلة قديماً وحديثاً قد خالفوا إجماع جميع بني آدم على "علو الله تعالى" فإن جميع الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين على إثبات علو الله سبحانه وتعالى حتى باعتراف كبار القرامطة الباطنية وكبار الماتريدية والأشعرية، بل أهل الأديان كلهم أجمعون مع المسلمين (١).واعترف بذلك ابن سينا وأمثاله من القرامطة الباطنية، وكذا كبار الماتريدية والأشعرية، حتى الفلاسفة اليونانيين الكافرين (٢)، وحتى اليهود والنصارى (٣).ولذلك قال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله (١٨١هـ) - الذي يعده الكوثرية والديوبندية من كبار أئمة الحنفية (٤): " ... إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكى كلام الجهمية" (٥).بل العرب والعجم (٦)، والآدميون كلهم عربهم وعجمهم، مؤمنهم وكافرهم (٧)، واتفقت بذلك كلمة المسلمين والكافرين (٨)، وكل عاقل من مسلم وكافر (٩)، وجميع بني آدم (١٠)، وعلى ذلك إجماع الأولين والأخرين، العالمين منهم والجاهلين، وكل من مضى ومن غير، حتى فرعون ونمرود (١١).وعليه فطرة المسلمين علمائهم وجهالهم، أحرارهم ومماليكهم، ذكرانهم وإناثهم، بالغيهم وأطفالهم، وكل من دعا الله (١٢).بل ابن كلاب (٢٤٠هـ) والكلابية، والأشعري (٣٢٤هـ) وقدماء الأشعرية، كالباقلاني وابن فورك، بل الجويني وغيرهم (١٣).وجمهور الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنبلية، والداوودية، والصوفية والكرامية، والهشامية، والمرجئة، وقدماء الشيعة، وأهل التفسير والحديث والكلام (١٤)، والعرب العاربة، والعبرانيون (١٥)، ومشركوا العرب (١٦).وعلو الله على خلقه واستواؤه على عرشه أمر مجمعٌ عليه بين الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين ومن تبعهم، ولم يخالف فيه إلا من هو متهم على الإسلام، أو مغرور بالتقليد لمن يحسن به الظن (١٧).

المصدر:الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات للشمس السلفي الأفغاني ٢/ ٤٧١


(١) راجع ((خلق أفعال العباد)) (ص ١٥ - ١٦)، و ((تأويل مختلف الحديث)) لابن قتيبة (ص ٢٧٢)، و ((درء التعارض)) (٣/ ٢٦٥)، و ((الحموية)) (ص ٥٦)، و ((ضمن مجموع الفتاوى)) (٥/ ٥٢)، و ((الصواعق المرسلة)) (٤/ ١٢٨١، ١٣٠٥ - ١٣٠٦)، و ((العلو للذهبي)) (ص ١٤٥)، و ((مختصره للألباني)) (ص ٢١٦).
(٢) راجع ((مناهج الأدلة)) (ص ١٧٦)، و ((درء التعارض)) (٦/ ٢١٠، ٢١١، ٢١٤، ٢٤٢، ٢٦١)، و ((الصواعق المرسلة)) (٤/ ١٣١٦)، و ((اجتماع الجيوش الإسلامية)) (ص ٣٢٢ - ٣٢٣).
(٣) انظر ((خلق أفعال العباد)) (ص ١٥ - ١٦)، و ((الحموية)) (ص ٥٦)، و ((ضمن مجموع الفتاوى)) (٥/ ٥٢).
(٤) انظر ((فقه أهل العراق)) (ص ٦١) للكوثري، تحقيق أبي غدة الكوثري.
(٥) ذكره البخاري تعليقاً جزماً في ((خلق أفعال العباد)) (ص ١٥)، و ((وصله أبو داود في مسائله)) (ص ٢٦٩)، والدارمي في ((الرد على الجهمية)) (ص٩، ١٥٥)، وعبدالله بن أحمد في ((السنة)) (١/ ١١١)، وذكره الآجري في ((الشريعة)) (ص ٣٠٥) وابن عبدالبر في ((التمهيد)) (٧/ ١٤٣)، وشيخ الإسلام في ((درء التعارض)) (١/ ٢٤٣، ٥/ ٣٠٢، ٣٠٨)، وصححه ابن القيم في ((اجتماع الجيوش الإسلامية)) (ص ١٣٥).
(٦) انظر ((تأويل مختلف الحديث)) لابن قتيبة (ص ١٧٢)، ((التمهيد)) لابن عبدالبر (١/ ١٣٤)، و ((مجموع الفتاوى)) (٥/ ٢٥٩، ٤٠٥)، و ((العلو)) للذهبي (ص ١٤٥)، و ((مختصره)) للألباني (ص ١٧٢).
(٧) قاله ابن كلاب "٢٤٠هـ" إمام الكلابية، وإمام الأشعري والأشعرية جميعاً، انظر ((مجموع الفتاوى)) (٥/ ٣٢٠)، و ((الصواعق المرسلة)) (٤/ ١٢٨٢)، و ((اجتماع الجيوش)) (ص ٢٨٤).
(٨) انظر ((رد الدارمي على بشر المريسي)) (ص ٢٥).
(٩) قاله أبو يعلى في ((إبطال التأويل)) كما في ((درء التعارض)) (٦/ ٢٠٨).
(١٠) ((نقض المنطق)) (ص ٥٢)، و ((ضمن مجموع الفتاوى)) (٤/ ٦١، ٥/ ٢٧٥).
(١١) ((الرد على الجهمية)) للدارمي (ص ٢٠ - ٢١).
(١٢) ((توحيد ابن خزيمة)) (١/ ٢٥٤)، وانظر ((الفتاوى)) (٥/ ٢٧٥).
(١٣) انظر ((درء التعارض)) (٦/ ١٢٢، ١٩٣، ١٩٧، ٢٠٩).
(١٤) انظر ((درء التعارض)) (٦/ ٢٠٩)، و ((بيان تلبيس الجهمية)) (١/ ١٢٧)، وراجع ((مناهج الأدلة)) (ص ١٧٦).
(١٥) انظر ((رسالة الأضحوية)) لابن سينا القرمطي الباطني (ص ٩٨)، تحقيق حسن عاصي.
(١٦) انظر ((مجموع الفتاوى)) (٥/ ١٩٧).
(١٧) شرح كتاب التوحيد من ((صحيح البخاري)) لشيخنا عبدالله بن محمد النعيمان (ص ٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>