المطلب الثاني: اعتقاد القادرية بعقيدة الحلول والحقيقة المحمدية ويمضي في الغوثية-المنسوبة لشيخ القادرية- صـ٥ فيقول:"ثمّ قال لي (أي الله): يا غوث الأعظم ما ظهرتُ في شيء كظهوري في الإنسان"إه. وهذا صريح في الحلول والوحدة والاتحاد، أي أنّ الإنسان أكمل مظهر تعيَّن فيه الرب. "ثمّ سألت يا ربِّ من أي شيءٍ خلقت الملائكة؟ قال لي يا غوث الأعظم خلقت الملائكة من نور الإنسان وخلقت الإنسان من نوري"إه. وهذا كفر لأنّه مصادم للقرآن وما عُلم ضرورة من دين الإسلام. قال تعالى: وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ [السجدة: ٧]. وقال: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ [الأنعام: ٢]. وقال عزّ مِن قائِل: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ [الروم: ٢٠] وقد علمتَ أنّ الملائكة كانوا مخلوقين يسبحون بحمد الله ويقدِّسونه قبل أن يُخلق آدم، فكيف خُلقوا من نوره!!؟ فأنت مخير بين قول الله وقول الصوفية وإن كان يقصد بهذا الإنسان النبيَ صلى الله عليه وسلم فالنبيُ من ولد آدم قال النبي صلى الله عليه وسلم:((خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجان من مارج من نار، وخُلق آدم مما وصف لكم)) (١) رواه مسلم. ثم يستطرد الغوث المستوحش:"ثم قال لي: يا غوث الأعظم جعلت الإنسان مطيتي، الإنسان سري وأنا سره لو عرف الإنسان منزلته عندي لقال في كل نفسٍ من الأنفاس: لمن الملك اليوم. ما أكل الإنسان وما شرب وما قام وما قعد وما نطق وما صمت وما فعل فعلاً وما توجَّه لشيءٍ وما غاب عن شيءٍ إلا وأنا فيه ساكنه ومتحركه .. جسم الإنسان وقلبه وروحه ... وكل ذلك ظهرتُ له نفس بنفس لا هو إلا أنا ولا أنا غيره"اهـ وهو صريح في زندقة الاتحاد.