[المطلب العاشر: الأغاخانية وتعاونهم مع الاستعمار]
بدأت العلاقة بين أسرة الأغاخان والبريطانيين في الهند في العقد الخامس من القرن التاسع عشر ميلادي عندما قدم جده "حسن علي شاه" المعروف بـ "أغاخان الأول" مساعدات كبيرة للبريطانيين في توسعهم العسكري والإمبراطوري شمالا وغربا من البنجاب، كما قام هو وفرسانه بمساعدة البريطانيين في المراحل الأخيرة من الحرب الأفغانية الأولى في عامي ١٨٤١ - ١٨٤٢. فضلا عن قيامه بتقديم مساعدات أخرى للبريطانيين أثناء غزوهم لبلاد السند في عامي ١٨٤٣ - ١٨٤٤، مما جعل الحكومة البريطانية تقدم لجد أغاخان حينذاك "معاش تقاعد" تقديرا لمساعداته.
يقول أغاخان الثالث، عن علاقته بالملك جورج الخامس:
"لقد كنت فخورا دائما أن فزت بصداقة الملك جورج الخامس وحافظت عليها حتى نهاية حياته، لقد أولاني ثقته إلى الدرجة نفسها كما فعل أبوه من قبله".
ويقول عن علاقته "بسير ونستون تشرشل": لقد نعمت بصداقة سير ونستون تشرشل فترة تزيد عن نصف قرن".
وحين هلك ملك بريطانيا إدوارد السابع في شهر مايو سنة ١٩١٠م، يقول أغاخان الثالث العميل البريطاني: "توفي صديقي العظيم الطيب، الملك إدوارد السابع في لندن وكما كان إخلاصي وصداقتي يقضيان فقد أسرعت إلى حضور جنازته، وقابلت خليفته الملك جورج الخامس، لقد دفن الملك "إدوارد السابع" في كنيسة سانت جورج في وندسور، وكان مكاني في موكب الجنازة ومقعدي في الكنيسة بالقرب من العائلة المالكة والضيوف الملكيين من البلدان الأجنبية، لقد كانت هناك عيون دامعة كثيرة ذلك اليوم، ولست أخجل من الاعتراف أنني كنت بين الباكين".
وقد كلفت بريطانيا عميلها المدلل "أغاخان الثالث" بتهدئة الهنود المسلمين الموجودين في صفوف الجيش البريطاني في مصر حينذاك وإقناعهم بتوجيه ضرباته إلى القوات العثمانية المسلمة".
أغاخان أخلص الجواسيس والعملاء لبريطانيا التي عن طريقها نفذت بريطانيا مخططاتها التوسعية كما فعل جده ووالده العميلان لبريطانيا.
ويشير أغاخان الثالث إلى مساعدات جده أغاخان الأول "حسن علي شاه" لبريطانيا ضد المسلمين:
وفي بلاد السند قدم أغاخان الأول للبريطانيين مساعدات كبيرة ساعدتهم في توسعهم العسكري والإمبراطوري شمالا وغربا من البنجاب وفي المراحل الأخيرة من الحرب الأفغانية الأولى، في عامي ١٨٤١ - ١٨٤٢م: قام أغاخان الأول وفرسانه بمساعدة "الجنرال نوت" في "كارداهار" و"الجنرال انجلند" عندما تقدم من السند للانضمام إلى قوات "الجنرال نوت" ونتيجة لتلك المساعدات التي قدمها أغاخان الأول للبريطانيين فضلا عن الخدمات العديدة التي قدمها بعد ذلك "لسير تشالرز نابير" في غزوه لبلاد السند في عامي ١٨٤٣ و ١٨٤٤، فقد منحته الحكومة البريطانية "معاش تقاعد" كان من شأنه أن يوثق علاقته ببريطانيا منذ ذلك الحين.
وقد منحت بريطانيا للإسماعيلي "حسن علي شاه" أغاخان الأول مدينة بومباي التابعة لحكومة الهند البريطانية منذ منتصف القرن التاسع عشر وبدأ أتباع هذه الطائفة منذ ذلك الحين يتوافدون بين الحين والآخر إلى بومباي من مراكز تجمعاتهم في العالم، ولم تجد السلطات البريطانية في الهند غضاضة في ذلك، تقديرا منها للخدمات التي سبق أن قدمها "أغاخان الأول" للقوات البريطانية وتطلعا من جانبها للاستفادة من أتباع هذه الطائفة في المستقبل، وكان من الطبيعي أن يحرص أئمة الطائفة الإسماعيلية على علاقتهم الطيبة مع السلطات البريطانية بما يؤمن إقامة أتباعهم ويسهل عمليات قدومهم ورحيلهم ومصالحهم المختلفة.
هذه هي عقائدهم خليط بين الوثنية والأديان المحرفة كالمسيحية واليهودية والفلسفة اليونانية.
واستطاع هؤلاء خداع الناس لقبول مذهبهم الشيطاني وتأييد دعوتهم لأنهم يستعملون القواعد السرية في دعوتهم فهم يعملون بالتقية، فالظاهر هم مسلمون كما يدعون. ولكنهم أخبث من اليهود والنصارى وهم يستعملون الطاعة المطلقة والانقياد الأعمى لأغاخان كريم الحالي فهو ربهم وله يسجدون. والتضحية حتى الموت في سبيل هذا الإمام العربيد عميل استخبارات الموساد والأمريكيين والبريطانيين.
وإنها تلتقي مع القاديانية والبهائية والبابية في مستنقع واحد وهو القضاء على روح الإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ومما يدل على أن هذه الفرق نهلت من مستنقع يهودي واحد وقصدت إلى تحقيق غرض واحد، وهو التعاون والإخلاص لليهود وغيرهم من الدول الكافرة وإن اختلفت بهم السبل والوسائل.
المصدر:سلسلة ماذا تعرف عن ... لأحمد بن عبد العزيز الحصين -١/ ٢٥٧