للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب التاسع: يصرحون بعدم الحاجة إلى الله ولقد صرح كبار الصوفية بعدم حاجتهم إلى الله تعالى فإنه لما سألهم سائل عن علامة الصوفي (الفقير) قالوا «أن لا يكون له إلى الله حاجة» ذكره القشيري والسهروردي (١)

وقد استبعدوا أن يكون هناك من يغيث الخلق غير النبي محمد، وقد أخرجوا الرب بذلك من حسابهم: من رغبتهم ورهبتهم. فتوجهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلين:

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم

يا حبيب الإله خذ بيدي ... ما لعجزي سواك مستندي (٢)

ماذا تتضمن مجالس ذكر النقشبندية

وتتضمن مجالس النقشبندية التوجه إلى النبي وأهل بيته بغفران الذنوب وقضاء الحوائج. وهي مجالس شبيهة بمجالس الشيعة.

وإليكم بعض الأناشيد التي يغنونها في مجالسهم يتوجهون فيها إلى أهل البيت. وهنا يخاطبون النبي عليه الصلاة والسلام فيقولون:

يا رسول الله وقفت بالذل في أبواب عزكم ... مستشفعاً لذنوبي عندكم بكم

أعفر الخد ذلا في التراب عسى ... أن تقبلوني وترضوا عن عبيدكم

فإن رضيتم فيا سعدي ويا شرفي ... وإن أبيتم فمن أرجو غيركم

أنا المقر بذنبي فاصفحوا كرما ... فبانكساري وذلي قد أتيتكم

نسيت كل طريق كنت أعرفها ... إلا طريقا تؤدي لحيكم

لا تطردوني فإني قد عرفت بكم ... بين الورى اُدعى بصبكم

يا آل طه إني عبد ذليل ... منكم أرجو استتار فضائحي

يا آل طه نظرة لي بالنبي ... منكم بها تقضى جميع مصالحي

أنتم كرام الدهر كل من التجا ... بجنابكم يا سادتي لم يفضح

والله طهركم وأذهب عنكم رجساً ... وفضلكم بطه الأسمح

وقالوا:

يا من له في الكون من حاجة ... عليك بالتوسل بالسيدة الطاهرة

نفيسة والمصطفى جدها ... أسرارها بين الورى ظاهرة

في الشرق والغرب لها شهرة ... أنارها ساطعة فاهرة

كم من كرامات لها قد بدت ... وكم من مقامات لها فاخرة

عابدة زاهدة جامعة ... للخير في الدنيا والآخرة

تتلو كتاب الله في لحدها ... وهي لمن قد زارها بعون الله ناظرة

في كم من قطر قد سما ذكرها ... عاملة فائقة ماهرة

يسقى بها الغيث إذا ما القرى ... قد هطلت في سحبها الماطرة

وأما أعداء المسلمين فالأناشيد كفيلة بالقضاء عليهم.

يقولون:

يا رب بموسى اجعل رأس المشركين منكوسا

يا رب بيحيى وزكريا دمر جسور الشيوعية

يا رب بحق أيوب خلصنا من الذنوب

يا رب بحق داود اقهر أشرار اليهود

وقد أنشد عبد المجيد الخاني في الحدائق الوردية يقول للنبي صلى الله عليه وسلم

يا شفيع الخلق في اليوم العسير ... ومجير الناس من نار السعير

أنت روح الكون لولاك لما ... خلق الأفلاك مولاك القدير

أنت مقصود الوجود المصطفى ... أنت بين الرسل البدر المنير

وأنا عبد ضعيف مذنب ... مستجير بحماك المستنير

وحماك الملجأ المقصود في ... كل حال من صغير وكبير

فأغثني يا غياث الأنبياء ... ليس لي غيرك والله نصير

واستجب لي وقتي ما أشتكي ... وأجرني منه يا خير مجير

يا أبا الزهراء كن لي منقذا ... يوم لا يغني كبير عن صغير

من لهذا المذنب العاصي إذا ... لم يجره أحمد الهادي البشير

وهو ذخر العالمين المرتجى ... عاصم العاصي من الهول المبير

وهو كاف للبرايا كافل ... للعطايا ظاهر المجد ظهير

أنا عبد من عبيد الباب بل ... أنا في الأعتاب كلب يستمير

بل أنا عبد كلاب سكنت ... طيبة الطيبة النشر العبير

عطف الله علينا قلبه ... وجزأه كل خير من نذير

حين قلت حيلتي: قلت له ... يا عريض الجاه إني مستجير

فهو عوني وهو غوثي وبه ... أتقي اليوم العبوس القمطرير

وقال أيضا:

وأنت غياث كل الخلق طرا ... وجاهك ذلك الجاه الكبير

إذا عطف النبي فكل أمر ... عسير من عواطفه يسير

بسطت يدي مفتقرا إليه ... وقلبي بالإجابة لي قرير

فحاشا أن يرد يدي صفرا ... ومن أخلاقه الجود الغزير (٣)

وبينما يقولون عن الله: يا كاشف المهمات

يصفون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفس الصفة قائلين:

محمد زينة الدنيا وبهجتها ... محمد كاشف الغمات والظلم (٤)

وبينما يخاطبون الله قائلين:

يا من يغيث المستغيث ... إن لم تغثنا من يغيث

تجدهم في نفس الكتاب يخاطبون محمدا صلى الله عليه وسلم قائلين:

ما مد لخير الخلق يدا ... أحد إلا وبه سعدا

فلذاك مددت إليه يدي ... وبذلك كنت من السعدا

باب لله سما وعلا ... شرفا وامتاز بكل علا

والكل بدعوته اتصلا ... بالله وحاز به المددا

إني في العسر وفي اليسر ... بحماه الوذ مدى العمر

وأقول أغثني يا ذخري ... وأنلني من كفيك ندى (٥) ...


(١) ((الرسالة القشيرية)) (ص١٢٥) ((عوارف المعارف)) للسهروردي (ص١٠٣).
(٢) ((الحجج والبينات في ثبوت الاستغاثة بالأموات)) (٣١ - ٣٢)) ط: مكتبة الحقيقة - اسطنبول.
(٣) ((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية)) (٢٠ – ٢٢).
(٤) ((أوراد الذاكرين أوراد الطريقة النقشبندية)) قارن بين (ص ٢٤) وبين (ص ٣٨)
(٥) ((أوراد الذاكرين أوراد الطريقة النقشبندية)) قارن بين (ص ٣٦) وبين (ص ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>