للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث السادس: أهم عقائد النصيرية]

للنصيرية عقائد كثيرة بعضها ظاهر وبعضها - وهو الأكثر- لا يزال في طي الكتمان، وقد اتضح أن أهم عقائدهم وأبرزها:

- تأليه علي رضي الله عنه.

ولا تستبعد وقوع هذا فإن هؤلاء من أساسهم كانوا عباد أوثان وعباد بقر وفروج، وبعد أن دخلوا في الإسلام أو على الأصح تظاهروا به كان من أبرز عقائدهم: تأليه الإمام علي رضي الله عنه، زاعمين أنه إمام في الظاهر وإله في الباطن لم يلد ولم يولد، ولم يمت ولم يقتل، ولا يأكل ولا يشرب.

وبحسب اعتقادهم أن الله تجلى في علي فقد اتخذ علي محمداً وبالغوا في كفرهم فقالوا:

إن علياً خلق محمداً،

ومحمد خلق سلمان الفارسي،

وسلمان خلق الأيتام الخمسة الذين بيدهم مقاليد السموات والأرض وهم:

المقداد: رب الناس وخالقهم الموكل بالرعود والصواعق، والزلازل.

أبو الدر: (أبو ذر الغفاري) الموكل بدوران الكواكب، والنجوم.

عبد الله بن رواحة الأنصاري: الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر.

عثمان بن مظعون: الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان. قنبر بن كادان: الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام (١)،.

والمجوسية ظاهرة في هذه الأفكار لم يتغير فيها إلا الأسماء فقط. وهذه الأقوال يكفي واحد منها لدحض ما يزعمونه من إسلام، فهي نهاية الكفر والخروج عن منهج الله عز وجل.

ويحتج النصيريون لهذه العقيدة بقولهم: إن الله معبود مقدس يحل في الأجسام متى يشاء، وله التصرف، وإليه ترجع الأمور.

وعلي رضي الله عنه- وحاشاه عن كفرهم - حين زعموا أنه إمام في الظاهر وإله في الباطن قسموا طبيعته إلى قسمين: الظاهر وهو القسم البشري منه قسم الناسوت الذي يأكل ويشرب ويلد ويولد ويتقرب إلى عباده ليعرفوه عن كثب.

وأما الباطن منه فهو قسم اللاهوت: الذي لا يأكل ولا يشرب.

ومن حماقتهم أنهم يستدلون على ألوهية علي بما حصل له من كرامات كقلع باب خيبر، وشجاعته الحربية، وزعموا أنه كان يكلم الجن، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أسند إليه قتال الكفار الظاهرين، وعلي أسند إليه قتال المنافقين، لأنه يعرف البواطن.

وقد اختلفوا في مكان حلوله بعد أن ترك ثوبه الآدمي أي صورته البشرية.

فمنهم من يتجه إلى القمر في عبادته لاعتقاد أنه حل فيه، بل القمر نفسه هو علي، وهؤلاء يسمون الشمالية. ومنهم من يتجه إلى الشمس في عبادته لاعتقادهم أنه حل فيها، بل الشمس نفسها هي علي، وهؤلاء يسمون الكلازية (٢)،، ومن هنا قال مدير مدرسة نصيرية حينما سمع بوصول رواد الفضاء من الأمريكان وغيرهم إلى سطح القمر - بزعمهم- (إن كان ما ذكروه حقاً أن القمر مكون من جمادات فعلى الدين السلام، وغضب لربه وقال في ذمه لهذه الكشوفات عن القمر: (الآن ينتهي مفعول الدين إذا أثبتت هذه الكشوف كونه مجموعة من التلفيقات) (٣)،.

بينما المسلم الحق لا يتأثر في دينه ولو دخل الناس النجوم الواحد تلو الآخر؛ بل يقول: هذا من تمكين الله لهم لا بقدرتهم، ولا يغضب؛ لأنه يعلم أن ربه هو خالق الكون وما فيه، وأنه هو الذي يمكن عباده من كل ما يشاءه تعالى. ويؤكد صاحب الهفت الشريف أنه (ما من مؤمن يموت إلا وتحمل روحه إلى الإمام علي فينظر فيها، فإذا كان مؤمناً ممتحناً صافياً صعدت الملائكة بروحه إلى السماء فتغمسها في عين على باب الجنة اسمها عين الحياة) الخ (٤)،.


(١) انظر: ((طائفة النصيرية)) (ص٤٧))، وانظر: ((الجيل التالي)) (ص١١٣).
(٢) ((العلويون)) (ص٥٧).
(٣) اقرأ مقال الاستاذ أبو الهيثم ((معركة في القمر)) في كتابه ((الإسلام في مواجهة الباطنية)) (ص٣٩ - ٤٣).
(٤) ((الهفت الشريف)) (ص٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>