للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الرابع عشر: المراتب والدرجات عند النصيرية]

العالم عند النصيرية ينقسم إلى قسمين:

العالم العلوي, والعالم السفلي, ولكل واحد منهما رتبه ودرجاته. والعالم العلوي هو العالم النوراني الذي تعيش فيه الرتب النورانية التي تنتهي برتبة البابية, وتفيض بالنور على العالم السفلي, الذي لا يزال ينتقل في الصور البشرية, ولم يصل إلى مستوى الإيمان الكامل. (١) والعالمان العلوي والسفلي في نظرهم, هم النصيريون عاقلهم وجاهلهم (٢) فغير النصيري لا يكون في الصورة البشرية لأنه ممسوخ بالصور الأخرى, مثل صورة المرأة والحيوان والجماد.

أما درجات العالم العلوي, فهي للمؤمن, وتتكون من سبع درجات لا يرتقي الشخص من درجة إلى درجة إلا بمقدار علمه وعمله, فهي ترتبط ارتباطا مباشرا بالباب والأيتام الخمسة لأن من جملة هذه الرتب: اليتيم والباب. وأول درجة يرتقي إليها المؤمن من العالم السفلي إلى العلوي هي درجة الممتحن تليها درجة المخلص, فدرجة المختص, ثم النجيب, ثم النقيب, فاليتيم, وأخيرا الباب, وهذه الدرجات في نظرهم عقبات, فكلما تجاوز المؤمن درجة كأنه بذلك تجاوز عقبة من العقبات (٣).فإذا أصبح الشخص أو المؤمن في الرتبة السابعة وهي رتبة البابية, فعند ذلك يدخل: "المحل الأعلى, ويتخلص من هده الصور ليصبح نورانيا فيظهر له الاسم - أي الحجاب - فيعاينه ويشاهده ويطلعه على علم تكوينه (٤).


(١) العالم السفلي في نظرهم يتكون من (١١٩) ألف نسمة .... انظر مخطوطة ((كتاب تعليم الديانة النصيرية)) ورقة ١٤ أ/ وكذلك موضوع تناسخ الأرواح عند النصيرية من هذه الرسالة.
(٢) العقلاء هم العالم العلوي, وهم مشايخ النصيرية, والجهال هم العوام من النصيريين الذين لا يزالون يترقون في درجات العالم السفلي ولم يعرفوا عن دينهم الشيء الكثير.
(٣) انظر ((كتاب الصراط)) /للمفضل الجعفي – مخطوطة – ورقة ٩٥أ , ب.
(٤) انظر ((كتاب الصراط)) /للمفضل الجعفي – مخطوطة – ورقة ٩٨أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>