للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني عشر: أعيادهم]

تعتبر الطائفة اليزيدية من أكثر الملل والنحل ميلا إلى الابتهاج والاحتفال، فأعيادهم كثيرة جدا، بعضها خاص بطوافاتهم الدينية، وبعضها بأعيادهم ومسراتهم، كما أنهم يشاركون بعض الأمم الأخرى وأصحاب الأديان المجاورة أعيادهم واحتفالاتهم.

هذه الأعياد هي:

١ - "عيد سرسال: (معناها عيد رأس السنة) ويبدأ في أول أربعاء من نيسان شرقي (ويعادل ١٤ نيسان غربي). فإن حل رأس السنة مثلا يوم الخميس أرجؤوا الاحتفال به إلى الأربعاء التالي في يوم ٨ نيسان (أي ٢٠ منه). وفي ليلة رأس السنة ترتدي النساء والصبايا ألبسة فاخرة وجديدة مذهبة ومزينة، ويتجهن نحو السهول والروابي الخضر المزدانة بالأزاهير فيجمعن الشقائق النعمانية، ويعلقنها على الأبواب أو الجدران وبين الغرف، ويصففن الأزهار في النوافذ، ومنهن من يضعن الأزهار على قشور البيض الملون ....... "

٢ - عيد الجماعية: وهو العيد الرئيسي العام، ويدوم سبعة أيام يعقدونه في لاليش احتفالا بأول وعظ للشيخ عدي ويستمر هذا العيد - في هذا القرن – من ٦ – ١٣ تشرين الأول. وتجري فيه احتفالات وأعمال أهمها:

الوقوف عند سرير الشيخ عدي: والسرير عبارة عن حلقات قديمة مصنوعة من البرونز والنحاس، وعلى طرفيه لوحان خشبيان، وهما بنظرهم مقدسان. يعتقدون أن هذه الحلقات واللوحين كان الشيخ عدي يجلس عليها، بالإضافة إلى سجادة قديمة كان كذلك يجلس عليها ويدعونها " برشباكي ". والسرير والسجادة محفوظان لدى رجل في قرية بحزاني يدعونه الشيخ بريم .... "٣ - عيد الأربعين يوما صيفا: لهذا العيد عندهم أسماء عديدة؛ فبعضهم يسميه عيد الشيخ عدي، وبعضهم يسميه العيد الكبير، ومدته خمسة أيام تبدأ من ٨ تموز شرقي وتنتهي بالواحد والعشرين منه (من ٣١ تموز إلى ٣ آب). حيث تتجه فئة الكواجك وبعض رجال الدين إلى مقبرة الشيخ عدي، فيصومون هناك ثلاثة أيام ثم يعودون إلى منازلهم، ويتابعون صومهم أربعين يوما، لأنهم يعتقدون أن الشيخ عدي كان يصوم أربعين يوما في الصيف وأربعين يوما في الشتاء (١)، ويحتفلون به في لاليش فقط. وقبل نهاية الأربعين بيومين أو ثلاثة يزورون الشيخ عدي ثانية وهناك يعبدون ويذبحون الذبائح.

٤ - عيد الأربعين يوما شتاء: هذا العيد يجري في ٢٠ كانون الثاني الشرقي (٢ شباط غربي). ومراسيمه تشبه مراسيم العيد السابق بزياراته وصومه.

٥ - عيد يزيد: يصوم فيه اليزيديون ثلاثة أيام هي الثلاثاء والأربعاء والخميس قبل يوم الجمعة الأول من شهر كانون الأول شرقي والتي هي أقصر أيام السنة وأبردها (وانظر في الصوم سبب صومهم ثلاثة أيام فقط). وهم يعتقدون أن الملك يزيد ولد فيه. أما يوم الجمعة فإنهم يحتفلون فيه ويوزعون الأطعمة ويرقصون ويطربون ويبارك بعضهم بعضا، ويصنعون خبزا يسمونه " صاووك " أو كليجه، ويتكرمون به على الناس بسخاء وذلك على أرواح موتاهم. ٦ - عيد بلنده: مدته أحد عشر يوما تبدأ بـ ٢٥ كانون الأول، ويدعونه كذلك عيد الميلاد، وأصله أن الشيخ عدي ولد في هذا اليوم. ويوقدون فيه نارا في منازلهم يقفزون من فوقها (٢) ثم يشوون بها تمرا وكشمشا ويأكلونهما.


(١) للعدد (٤٠) تقديس خاص لديهم، ففيه جرت أحداث جليلة؛ من ذلك: طوفان نوح والذي دام أربعين يوما، وتاه بنو إسرائيل، وصام موسى وإيليا النبي أربعين يوما، وحسب شريعة موسى عقاب المجرم أربعون يوما إلى غير ذلك.
(٢) وهذا شبيه بعيد إيراني قديم يدعى " جهار شنبه سوري ".

<<  <  ج: ص:  >  >>