للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - عيد العجوة: ويدعونه كذلك عيد الأموات، ويبدأ في اليوم السابع من كانون الثاني الشرقي (٢٠ كانون الثاني الغربي). وفي هذا العيد يعجنون عجينة كبيرة الحجم، ويضعون فيها بعض القلويات أو الكشمش ثم يخبزونها، ويعلقونها على ظهر أحد أولادهم. وبعد بضعة أيام يكلفون أحد أفراد الأسرة بأن يقسمها على أهل المنزل. وصاحب السعد منهم من وجد في حصته شيئا من القلويات أو الكشمش، ويبقى سعيدا هو وأهله طيلة السنة. كما أنهم يصنعون كليجة أخرى مكورة باسم مريم العذراء، ويضعونها داخل المؤونة وداخل الطحين من أجل البركة.

ولليزيدية أعياد أخرى ليست من صلب عقيدتهم اليوم؛ فهم يعيدون مع المسيحيين بعض أعيادهم بحكم الجوار، ويعيدون مع المسلمين بحكم جذورهم الإسلامية التي ارتبطوا بها، وعلى أي حال فإن مشاركتهم هذه الأعياد تدل على أنهم شعب يحب السرور والأفراح. ومن هذا الأعياد الطارئة:

٨ - عيد الأضحى: ويسمونه عيد قربان، ويتم تذكارا لأبينا إبراهيم الخليل حين قدم ابنه إسماعيل قربانا إلى الله، وفداه الله بكبش عظيم. كما أنهم يعيدون فيه قبل المسلمين بيومين، ويقول شيخ طائفتهم إسماعيل بيك: " وإلى الآن صورة ذلك الكبش موجودة في خزانة الرحمن في محل الشيخ عادي! ". وعلى كل يزيدي أن يقدم أضحية في هذا اليوم، وفي هذا العيد يصعد الجاويش إلى جبل الشيخ عدي، وعلى رأسه طبق من الخبز الرقيق ومعه جماعة من اليزيدية، فيقف على صخرة عالية ويرمي طبق الخبز في الهواء، فمن تناول قطعة خبز قبل غيره وركض عاجلا إلى ماء الشيخ عدي الذي يبعد عن ذلك المكان مسيرة نصف ساعة، وغطس الخبز في الماء أولا نال مرامه، وحظي بجائزة. وهذا العمل يجب أن يتم قبل إنجاز مراسم الحج. ثم يعكفون على المسرات، حتى إذا حل الصباح ختم العيد بالتهاني والمصافحة.

٩ - عيد رمضان: ويعيدون فيه قبل المسلمين بيومين، وسبب هذا العيد أن أحد تلاميذ الشيخ عدي، - واسمه الشيخ خال شمسان كان سجينا. ثم أطلق سراحه قبل العيد بيومين، ففرح به الشيخ عدي. ولما كان مقربا لديه فقد أمر مريديه بالاحتفال به. ١٠ - عيد المحيا: أو عيد ليلة القدر، وهو من الليالي المباركة، حيث يسهرون ليلتها إلى الصباح، ويدعونها ليلة المحيا. والزيديون المجاورون للمسلمين يحيون هذه الليلة، ويذهب رجال الدين ورؤساؤهم إلى مرقد الشيخ عدي، فيصلون ويتعبدون ويقرؤون القرآن (١)، ووجوههم متجهة نحو قبلة المسلمين، وهم يستمرون على هذه الحال من العصر حتى طلوع الشمس. أما عامة الناس عندهم فإنهم يسهرون ليلة القدر في معابدهم، ويؤدون الصلاة، ويعتقدون أن الملائكة تنزل في هذه الليلة إلى الأرض، وتكشف أرواح من يموت هذا العام، ومن يولد منهم, ويستمر العيد في النهار الثاني، ولا ينامون فيه كذلك. فالليل إكرام لملك الموت، والنهار إكرام لملك الشمس، وهم يصنعون الأطعمة في هذا العيد ويتهادونها.

١١ - يوم الجمعة: عطلة اليزيديين الأسبوعية يوم الجمعة، والعمل في هذا اليوم حرام. ويقولون إنهم كانوا يعطلون يوم الأربعاء، ولا يعلمون سبب تحولهم إلى يوم الجمعة، وفي ليلة كل جمعة يصعد أحد رجال الدين سطح منزله ويدعو الناس لزيارة مقام معين، فيزورونه في اليوم التالي (الجمعة) ويحتفلون به.

١٢ - عيد الخضر إلياس: ويتم في الخميس الأول من شهر شباط الشرقي. ويصوم فيه بعضهم يوما واحدا وآخرون يصومون ثلاثة أيام قبل العيد. وهذا العيد مقتبس عن عيد الخضر (إلياس) المسيحي والذي يسمونه " مار بيهنام "، وأيام صومهم يدعونها " باعوتة ".

١٣ - عيد القديس سيرجيوس: الأرمني في ما وراء القوقاز.

المصدر:اليزيديون واقعهم تاريخهم معتقداتهم لمحمد التوبخي – ص١٢٦


(١) وذلك من الآيات التي لم يذكر اسم الشيطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>