للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثالث: كيفية حصول هذه الخوارق بالتفصيل:]

أما الكيفية التي تحصل بها هذه الخوارق فيبينها ابن تيمية الذي كان له مع الرفاعيين مواقف عديدة، قائلا بأنهم «لا يدخلون النار إلا مع خروجهم عن الشريعة، فإن الشياطين تلابس أحدهم بحيث يسقط إحساس بدنه، حتى أن المصروع يضرب ضرباً عظيماً وهو لا يحس بذلك ولا يؤثر في جلده.

فكذلك هؤلاء تلبسهم الشياطين وتدخل بهم النار وقد تطير بهم في الهواء.

وإنما يلبس أحدهم الشيطان مع تغيب عقله كما يلبس الشيطان المصروع .. ومنهم من يصعد في الهواء ويأخذ الحديد المحمى بالنار ثم يضعه على بدنه». أضاف: «وهؤلاء عندهم أحوال شيطانية تعتريهم عند السماع الشيطاني، فتنزل الشياطين عليهم كما تدخل في المصروع، ويزبد أحدهم كما يزبد (١) المصروع، وحينئذ يباشر النار والحيات والعقارب، ويكون الشيطان هو الذي يفعل ذلك» (٢).وهذه الأحوال - والكلام له - لا تحصل لهم عند الصلاة ولا عند الذكر ولا عند قراءة القرآن، لأن هذه عبادات شرعية إيمانية إسلامية نبوية محمدية تطرد الشياطين وتلك عبادات شركية شيطانية فلسفية تستجلب الشياطين» (٣).وللرفاعية مراسم يجتمعون عليها، ومن هذه المراسم: عدة النوبة وهي عبارة عن الدفوف يضربونها ليالي الجمعة والجمع، يرفعون الألوية والرايات ويضربون الدفوف، ففي إحدى زوايا الرفاعية - وهي زاوية الشيخ سلمان البارودي - في مدينة طرابلس تجري حلقات ما يسمى بالذكر كل ليلة جمعة تستخدم فيها «الآلات الموسيقية» بشكل إيقاعي، وخلال الذكر يقوم بعض المشايخ باستعمال الشيش ويبدأ بطعن المريدين ويمسك الجمر المحمى. وفي زاوية الشيخ أحمد الرافعي يعملون ذكر النوبة هذا ويضربون أنفسهم بالسلاح والشيش والنار (٤).


(١) الزبد: عبارة عن كثرة التماوج والهيجان والاضطراب.
(٢) ((مجموع الفتاوى)) (١١/ ٦١٠ – ٦١١).
(٣) ((مجموع الفتاوى)) (١١/ ٥٧٥).
(٤) ((الطرق الصوفية ومشايخها في طرابلس)) (ص ١٢٦) للدكتور محمد درنيقة ط: دار الإنشاء. طرابلس ١٩٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>