للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الأول: زعماء القاديانية بعد هلاك القادياني]

برز كثير من زعماء القاديانية وكبرائهم متخذين من حيل القادياني وضلالاته منهجاً لهم.

وطمع بعضهم في نفس المكانة التي احتلها زعيمهم - أي مرتبة النبوة - إلا أن بريطانيا لم تشأ أن تقويهم إلى حد نصرتهم على ادعاء النبوة، كما فعلت مع الغلام؛ لئلا يذهب تأثير القاديانية من نفوس أتباع القادياني بحيث تصبح النبوءة متعددة في عصر واحد، مما يستدعي فتور الناس عن التصديق، أو الشك في نبوة الغلام، فتخسر ما بنته في أعوام عديدة، وكانوا أذكى من أولئك الذين تشوقوا للنبوة.

وفيما يلي نذكر بعض أولئك الزعماء بصورة موجزة؛ إتماماً للتعريف بالقاديانيين وهم بالإضافة إلى الغلام أحمد القادياني المؤسس الأول للقاديانية:

الحكيم نور الدين البهيردي:

هذا الرجل هو الشخصية البارزة بعد الغلام وصار هو الخليفة للقاديانية بعد موت الغلام، ويعتقد بعض الباحثين أنه صاحب الفكرة والتصميم في الحركة القاديانية كلها، وكان محباً للعز والجاه يتمنى ذلك بأي ثمن كان، وقد وجد في الغلام ما يمكنه من تحقيق ما يهدف إليه من الشهرة، فالتحق به وصار أكبر أعوانه والمخطط والمنفذ لأكثر آراء المتنبي، وكان المتنبي يبالغ في إكرامه إلى أبعد الحدود.

المصدر:فرق معاصرة لعواجي ٢/ ٨٣٨، ٨٣٩ وقد ادعي نور الدين أنه خليفة الغلام وأقسم للقاديانيين بأن الغلام هو الذي جعله خليفته من بعده وأقسم بالله على ذلك، يقول نور الدين: "أنا أقسم بالله العظيم أنه هو الذي جعلني خليفته، فمن يستطيع أن يسلب مني رداء هذه الخلافة، فالله مصالحه ومشيئته، أراد أن يجعلني إمامكم وخليفتكم، فقولوا ما تشاؤون، ولكن كل ما تتهموني به لا يصل إليّ، بل يرجع إلى الله، لأنه هو الذي جعلني الخليفة" (١).وكان الإنجليز قد قاموا بوضع تاج الخلافة على رأسه، وبهذا تم تأكيد خلافته للغلام، وكان نور الدين طبيباً، وأخلص أصدقاء المرزا إليه، ومن شدة إخلاصه له أنه لما أخبر بأن المرزا ادعى النبوة قال: "لو ادعى هذا الرجل أنه نبي صاحب شريعة ونسخ شريعة القرآن لما أنكرت عليه" (٢).

ولما كتب المرزا غلام أحمد كتابه (براهين أحمدية) كتب الحكيم نور الدين كتابه (تصديق براهين أحمدية).

المصدر: القاديانية للدكتور عامر النجار - ص٧٣، ٧٤

وقد بايعه القاديانيون خليفة لنبيهم؛ لأجل روابطه المتينة مع أسرة غلام أحمد، ولما عرفوا من احترام متنبئهم له، وخاصة بعد ما وافقت الحكومة المستعمرة على وضع تاج الخلافة على رأسه، وما كان لأحد بعد ذلك أن ينحرف عن التسليم به خليفة. والجدير بالذكر أن الاستعمار ما وافق على خلافته إلا بعد أن جرَّب ولاءه، وإخلاصه وخدمته له، وخيانته للمسلمين، فتمكن من عرش القاديانية، وسمى نفسه مثيل أبي بكر الصديق (٣).

المصدر:رسائل في الأديان للحمد - ص ٣١٠ ولد الحكيم نور الدين في عام ١٢٥٨هـ في بهيرة من مديرية شاه بور في البنجاب غربي الباكستان وتسمى هذه المديرية الآن سركودها (٤)، وأبوه غلام رسول كان إماماً في مسجد بهيرة، وقد درس الحكيم نور الدين الفارسية وتعلم الخط ومبادئ العربية.


(١) إحسان إلهي ظهير: ((القاديانية دراسات وتحليل)) (ص٢٣٩)
(٢) بشير الدين أحمد بن المرزا غلام أحمد: ((سيرة المهدي)) (ص٣٢).
(٣) ((القاديانية)) لظهير (ص٢٣٩).
(٤) ((القادياني)) للندوي (ص٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>