للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولا: عاداتهم لبعض الأغاخانية المعاصرين عادات وطقوس وتقاليد لا سند لها في الإسلام، فهم لا يتزوجون من القريب كابنة العم، وعندهم المرأة لا تمتلك الأرض ولا ترثها، والزواج لا يتم إلا في الشتاء بين ١٠، ٢٠ ديسمبر وموسم الزواج هذا يسمونه "دوموشنج"، وأمير الطائفة له إتاوة عن كل مناسبة عرس تتضاعف إذا ما رغبت الأسرتان في عقد القران قبل الموعد المحدد أو بعده، والإتاوة بمثابة ١٠ كيلوجرامات من القمح وكمية من الزبد المخزون، إضافة إلى نصف ذبيحة من البقر (١).لقد حرص أغاخان الثالث على متابعة عادات وتقاليد أتباعه أينما وجدوا وتقديم النصح والإرشاد لهم فيقول لأتباعه في بورما: "وهكذا اقتنعت بأن السياسة الوحيدة العاقلة الصحيحة التي كان يجدر بأتباعي اتباعها هي أن يندمجوا إلى أقصى حد ممكن بالحياة الاجتماعية والسياسية في بورما وأن يتخلوا عن أسمائهم الهندية الإسلامية وعن عاداتهم وتقاليدهم، وأن يتخذوا بصورة دائمة وطبيعية أسماء أولئك القوم الذين كانوا يعيشون بينهم وعاداتهم وتقاليدهم والذين كانوا يشاطرونهم مصيرهم" (٢).ويقول أيضا: "وفيما يتعلق بطريقة حياتهم فقد حاولت أن أنوع النصيحة التي أسديتها لأتباعي حسب البلد أو الدولة التي يعيشون فيها، ففي مستعمرة بشرق آسيا البريطانية تراني ألح عليهم بأن يجعلوا اللغة الإنجليزية لغتهم الأولى، وأن يقيموا حياتهم العائلية والبيتية على الطريقة الإنجليزية، وأن يتبنوا عموماً العادات البريطانية والأوروبية" (٣).

إنه بتلك النصائح التي يسديها لأتباعه يتخلى عن التعاليم والشعائر التي نادى بها الإسلام الذي يدعي هو وأتباعه الانتماء إليه. كذلك نجده لا يعير شعيرة الصيام أي اهتمام بل أبدى تبرمه وتضجره من حياة المجتمع المسلم في الهند، إذ أنه لم يبد أي احترام لآداب الصيام عندما زار الهند عام ١٩٠٣م مما أدهش حاكم بومباي "لورد لامنجتن" فأظهر له أسفه لذلك، فما كان من أغاخان إلا أن قال: "إنه لا يعبأ بالمجتمع الهندي بل إنه مغرم بكل ما هو أوروبي من نساء وخمور مما يدخل البهجة في النفس والسرور" (٤). ويتجلى لنا ضعف عقيدة إمامهم القدوة عندما سأله أحد معارفه ساخراً عن إله يشرب الشمبانيا "الخمر" ويذهب إلى سباق الخيل "وهو بهذا يقصد الأغاخان نفسه الذي يعتبره أتابعه إلهاً" فما كان من الأغاخان إلا أن رد بكل استهتار بقوله: "لماذا لا يفعل الله ذلك إذا كان البشر الذين خلقهم يفعلون ذلك" (٥).

ولقد صور لنا الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله حال آغا خانية اليوم بقوله:"هم ورثة الإسماعيلية القدامى الحقيقيون، لا يصلون، ولا يزكون، ولا يصومون، ولا يحجون، ولا يبنون المساجد، ولا يأتون بأي عمل من أعمال التكليف من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وأئمتهم يقامرون، ويشربون الخمور، ويمرحون ويسرحون ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً" (٦).

إن هذه الصور من الانحراف السلوكي الذي تحرروا به من كل ضوابط الأخلاق والدين، يجعلهم في موقف إباحي لا يستقيم حتى مع مزاعمهم الدينية التي حرفوا بها شريعة الإسلام ولم يصبحوا في ضوء هذا التحريف سوى جماعة إباحية ملحدة لا تساعدهم حتى عقائدهم على تبرير ما يقومون به، فما يشاع عنهم وتتداوله الأقلام والألسن من تجاوزات وانحرافات ومآثم في أوروبا وغيرها يجعل من غير الممكن تقبل مزاعمهم على أنها من دين الإسلام.


(١) انظر: (الهونزا مسلمون عند سطح العالم)، ((مجلة العربي))، عدد ٢٨٩، ديسمبر ١٩٨٢نـ (ص: ١٢٢).
(٢) ((مذكرات أغاخان)) (ص: ١٩١).
(٣) ((مذكرات آغاخان)) (ص: ٥٤).
(٤) (( The Aggkans)) “Mihio Bose” (P. ١٠٦)
(٥) (( The Aggkans)) “Mihio Doso”٠ (P. ٢٠٧)
(٦) (( الإسماعيلية تاريخ وعقائد)) إحسان إلهي ظهير، (ص: ٥٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>