للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تمهيد]

بدأت هذه الحركة في نهاية القرن التاسع عشر، وبلغت أوج قوتها مع بدايات القرن العشرين.

وكان ظهور القاديانية في شبه القارة الهندية حينما وقعت الهند الكبرى في أيدي الاستعمار الإنجليزي حيث ظهرت على يد أحد عملاء الإنجليز بإقليم البنجاب الميرزا غلام أحمد، وكان موطن هذه الحركة الغالية قرية قاديان إحدى إحدى قرى مقاطعة البنجاب، وفي هذه القرية ولد غلام أحمد كما أشرنا من قبل. ولقد كانت القاديانية حركة ضد الإسلام وثورة على النبوة المحمدية فكانت حركة مشبوهة أرادت هد تعاليم الإسلام، يقول الأستاذ الندوي: "هي حركة ثورة على النبوة المحمدية ومؤامرة دينية وسياسية إن وجد لها نظير في الخطر والضرر على الإسلام ففي الحركة الإسماعيلية الباطنية التي تولى كبرها عبيد الله بن ميمون القداح في القرن الثالث الهجري، وأشك أنها بلغت مبلغ الأولى في حالة الفساد ودقة المؤامرة، ومعاداة الإسلام" (١).

المصدر: القاديانية للدكتور عامر النجار - ص٢١، ٢٢

كحال كل داع إلى ضلالة أو بدعة ظهر القادياني أول ما ظهر بصورة المدافع عن الإسلام؛ لأنه حينما ترك الوظيفة في سيالكوت، صار معطلاً لا شغل له، فبدأ يدرس كتب الهندوس، والنصرانية؛ لأن المعارك الكلامية والمناظرات المذهبية كانت دائرة آنذاك بين علماء المسلمين ورجال الدين النصراني، والهندوس في الهند، وكان عامة المسلمين يحترمون علماءهم ومناظريهم، ويخدمونهم قدر استطاعتهم بكل ما كانوا يملكون من الأموال والأنفس، شأن المسلمين قبل نصف قرن في كل أنحاء العالم، فوجد غلام أحمد أن هذا العمل عمل سهل ومُجدٍ بالنسبة له، ويستطيع أن يكسب به من المال ما لم يستطع كسبه في الوظيفة، ففعل أول ما فعل أنه نشر إعلاناً ضد الهندوس ثم كتب بعض المقالات ضدهم، وبعد ذلك تابع الإعلانات والنشرات ضد الهندوس والنصارى؛ فتوجه إليه المسلمون. وكان هذا في سنة ١٨٧٧ و ١٨٧٨م.

المصدر:رسائل في الأديان للحمد - ص٣٠٢


(١) الندوي: ((القادياني والقاديانية))، (ص٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>