للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الأول: نشر العقيدة الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة]

إن نشر العقيدة الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة في المجتمع المسلم يعتبر أمرا أساسيا لحماية المسلمين من هذه الأفكار والعقائد الهدامة التي نشرها المتصوفة في الأمة الإسلامية وذلك لأن القلب الذي غرست فيه العقيدة الإسلامية الصحيحة التي كان عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف من هذه الأمة ومن سار على نهجهم إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها يكتسب مناعة ضد العقائد الفاسدة والأفكار الهدامة فلا يقبلها بل يرفضها وينبذها.

ولولا خلاء كثير من أفراد الأمة الإسلامية من العقيدة الصحيحة لما انتشرت هذه العقائد الباطلة في الأمة الإسلامية بهذه الصورة الفظيعة بل لوجدت الطريق أمامها مسدودا ورجعت على عقبيها القهقرى ولكن مع الأسف الشديد وجدت العالم الإسلامي يعيش في جهل دامس مظلم فانتشرت فيه هذا الانتشار الذي نراه اليوم حيث أصبحت العقائد الفاسدة هي المعلومة والمألوفة لدى الناس والعقيدة الصحيحة التي جاءت في الكتاب والسنة أصبحت مجهولة حتى أصبح الناس يستغربون من العقيدة الصحيحة إذا ذكرت لهم بينما يتقبلون العقائد الفاسدة بكل راحة وانبساط وذلك لأنهم ألفوا هذه العقائد التي شاب عليها الكبير وكبر عليها الصغير فأصبحت شيئا معتادا طبيعيا عندهم وهكذا أصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا.

والذي أراه من أهم الأشياء الذي يمكن من القضاء على هذه العقائد الفاسدة هو نشر العقيدة الصحيحة حتى تتمكن هذه العقيدة من قلوب المسلمين وذلك لأنه لا يمكن أن تمسح هذه العقائد الفاسدة من القلوب إلا إذا كان البديل متوفرا والحمد لله البديل متوفر وهو العقيدة الصحيحة الصافية التي تتلاشى أمامها جميع العقائد الباطلة وتزول نهائيا كما زالت من قبل حيث بعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأمة وهي تعيش في الشرك والوثنية ومع ذلك فقد استطاعت العقيدة الإسلامية القضاء على تلك العقائد الشركية التي كانت منتشرة آن ذاك في الجزيرة العربية وغيرها من البلاد التي انتشرت فيها الإسلام حيث حلت العقيدة الإسلامية الصحيحة مكان تلك العقائد الباطلة من شركية ووثنية وإلحادية وغيرها فكذلك الآن العلاج الوحيد للقضاء على هذه العقائد الشركية المنتشرة في العالم الإسلامي هو بنشر العقيدة الإسلامية الصحيحة الصافية ويتم هذا باتخاذ الخطوات التالية:

١ـ ببيان التوحيد بأنواعه الثلاثة الألوهية والربوبية والأسماء والصفات.

ففي توحيد الألوهية ينبغي أن نوضح للناس بأن توحيد الألوهية معناه هو إفراد الله بالعبادة ولهذا لا يجوز صرف عبادة من العبادات لغير الله سبحانه وتعالى فلا يدعي غيره ولا يستغاث بغيره ولا يذبح لغيره ولا يتوكل على غيره وغير ذلك من العبادات التي يجب أن يفرد الله بها مع التأكيد على أن غير الله لا يستحق شيئا من العبادات مهما علت درجته لا نبي ولا ولي لا إنسي ولا جني ولا ملائكة لأن الكل عبيد لله سبحانه.

وفي توحيد الربوبية التركيز على التوضيح بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت النافع الضار ولذا لا يجوز طلب منفعة أو دفع مضرة من غير الله سبحانه وتعالى لأنه هو المغيث لمن يستغيث به سبحانه.

وفي توحيد الأسماء والصفات يجب التوضيح بأن الله سبحانه وتعالى موصوف بصفات الكمال والجلال وأنه يجب على كل مسلم أن يصف الله بالصفات الواردة في الكتاب والسنة من غير تأويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تبديل.

٢ـ ببيان الأركان التي يقوم عليها الإيمان وهي الأركان الستة وتوضيح معانيها توضيحا صحيحا.

٣ـ ببيان الأركان التي يقوم عليها الإسلام وهي الأركان الواردة في الحديث المعلومة.

٤ـ ببيان المعتقد الصحيح الذي يجب أن يعتقده المؤمن نحو عقيدة القضاء والقدر لأن هذه العقيدة انحرفت فيها فرق كثيرة من المبتدعة.

٥ـ بوضع منهج دراسي صحيح موافق للكتاب والسنة واختيار معلمين يمتازون بالعقيدة الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة وإبعاد المدرسين المنحرفين عن المدارس والمعاهد والجامعات حتى لا ينشروا العقائد المنحرفة الفاسدة.

٦ـ بتسخير أجهزة الإعلام من صحافة ومجلات وجرائد وإذاعة وتلفزيون لنشر مبادئ الإسلام وتوضيح العقيدة الصحيحة للناس حتى يصبح الناس على بينة من عقيدتهم.

٧ـ ببيان المعتقد الصحيح الذي يجب أن يعتقده المؤمن نحو عقيدة التوكل على الله لأن هذه العقيدة انحرف فيها فرق المبتدعة.

المصدر:مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية لإدريس محمود إدريس - ٣/ ١١٩١

<<  <  ج: ص:  >  >>