للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب السادس: مسألة الحاضر والناظر]

ومن أخص المعتقدات التي يعتقدها البريلويون هي ما يخالفه العقل والعقل من كون الرسول صلى الله عليه وسلم حاضراً في كل مكان ناظراً كل شيء بالمعنى الذي لا يطلق حتى وعلى الخالق المتعال العليم الخبير جل وعلا، فيقول البريلويون: لا يخلو مكان ولا زمان إلا والرسول صلى الله عليه وسلم موجود فيه" (١).

وقال: لا يستبعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون حاضرا موجودا في الأمكنة المتعددة التي لا تعد ولا تحصى، بوجوده المقدس بعينه" (٢).

ويقول الآخر ناقلا عن أئمته: مدام الولي حاضرا وناظرا في كل مكان وزمان فلم لا يكون النبي كذلك، فقال: ولا تباعد عن الأولياء حيث طويت لهم الأرض وحصلت لهم أبدان مكتسبة متعددة وجدوها في أماكن مختلفة في آن واحد" (٣).و "الرسول عليه السلام له الخيار في طواف العالم مع أرواح الصحابة ولقد رآه كثير من الأولياء" (٤).

ونقل عن الآخرين من أمثاله: النظر في أعمال أمته والاستغفار لهم من السيئات، والدعاء بكشف البلاء عنهم، والتردد في أقطار الأرض والبركة فيها، وحضور جنازة من صالحي أمته، فإن هذه الأمور من أشغاله صلى الله عليه وسلم" (٥).

ويقول البريلوي نفسه: إن الأولياء يستطيعون الحضور في عشرة آلاف مدينة في آحد واحد وثانية واحدة إن شاؤا وأرادوا" (٦).

وأما الأنبياء؟ فقال: إن روح النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حاضر في بيوت أهل الإسلام" (٧)"إن نظرة رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل ذرة من ذرات العالم في كل حين، وإنه يحضر تلاوة القرآن وقراءة المولد وقراءة القصائد كما إنه يحضر جنازة الصالحين بجسمه الأطهر" (٨).

ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد خلق آدم وما جرى عليه من الإكرام ثم إخراجه من الجنة بسبب مخالفته أمر الله وما تاب الله عليه إلى آخر ما جرى عليه من الأمور، وإنه شاهد خلق إبليس وما جرى عليه .... وإن الروح المحمدي لما قبض عن آدم الذي كان فيه لم يضل ولم ينس ما بقى فيه، وبعد قبضه جرى عليه ما جرى من النسيان وما تبع" (٩).

ويقول الآخر:

إنه صلى الله عليه وسلم ليس بحاضر موجود فحسب بل: إن أهل الله يرونه بأعينهم الحسية في حالة اليقظة في الأوقات الكثيرة" (١٠).وإن أهل البصيرة يرون رسول الله ص حتى في صلواتهم" (١١).

ويقول أيضا: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم حي بجسده وروحه وإنه يتصرف حيث يشاء في أقطار الأرض وأطرافها وفي الملكوت وهو بهيتة التي كان عليها قبل وفاته لم يتبدل منه شيء، وإنه مغيب عن الأبصار كما غيبت الملائكة مع كونهم أحياء بأجسادهم فإذا أراد الله تعالى رفع الحجاب عمن أراد إكرامه برؤيته رآه على هيئته التي كان عليها صلى الله عليه وسلم لا مانع من ذلك ولا داعي إلى التخصيص بالرؤية المثالية" (١٢).

ويقول البريلوي: إن كرشنا الكافر كان يحضر في مئات الأمكنة في آن واحد وهذا مع كفره فلم لا يستطيع الأولياء حضورهم في أمكنة متعددة؟ " (١٣).


(١) ((تسكين الخواطر في مسألة الحاضر والناظر)) لأحمد سعيد الكاظمي البريلوي (٨٥).
(٢) ((تسكين الخواطر في مسألة الحاضر والناظر)) لأحمد سعيد الكاظمي البريلوي (١٨).
(٣) ((جاء الحق)) (١٥٠).
(٤) ((جاء الحق)) (١٥٤).
(٥) ((جاء الحق)) للكجراتي البريلوي (١٥٤).
(٦) ((ملفوظات)) للبريلوي (١١٣).
(٧) ((خالص الاعتقاد)) (٤٠).
(٨) ((جاء الحق)) (١٥٥).
(٩) ((جاء الحق)) (١٥٦).
(١٠) ((تسكين الخواطر في مسألة الحاضر والناظر)) (١٨).
(١١) ((تسكين الخواطر في مسألة الحاضر والناظر)) (٨٦).
(١٢) ((تسكين الخواطر في مسألة الحاضر والناظر)) (٨٦).
(١٣) ((فتاوى رضوية)) (٦/ ١٤٢) وأيضا ((ملفوظات)) (١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>