للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الرابع: آراء اليزيدية في الشيخ عدي يذكر إسماعيل بيك (١) – وهو من زعماء الطائفة قبل نصف قرن – أن الشيخ عدي في يوم القيامة يحمل جميع اليزيديين على طبق وضعه على رأسه، ويدخل به الجنة، وتغفر لهم الذنوب القليلة من غير حساب ولا كتاب ولا دينونة ولا عذاب. ويرى أنه كان مبجلا كالنبي. بل إنهم يعتبرونه فوق مقام النبي؛ فيرى بعضهم أنه من اللاهوت، ويرى آخرون أنه وزير الله، وأمور الأرض والسماء تتحرك بتدبيره، أو أن حكم السماء بيد الله وحكم الأرض بيد الشيخ عدي، أو أنه شريك معزز عند الله لا ترفض له رغبة، بل إنه الروح المقدسة والمنزهة للأنفس، وهو يحل على الأنبياء ويوحي إليهم الحقائق الدينية، ويخبرهم بالغيب، والأنبياء عندهم لا انقطاع لهم.

ونستطيع أن نستخلص ثلاث فرق حول الشيخ عدي، وكلها خرجت عن كونه زاهدا متصوفا:

فالطائفة الأولى: فرقة مغالية، تعتبر الشيخ عديا الله نفسه.

والطائفة الثانية: تقول إنه شرك الله تعالى في الألوهية؛ فحكم السماء بيد الله وحكم الأرض بيد الشيخ عدي.

الثالثة: ترى أنه ليس الله ولا شريكا له لكنه عند الله بمنزلة الوزير الأكبر، لا يصدر من الله أمر إلا برأيه ومشورته.

المصدر:اليزيديون واقعهم تاريخهم معتقداتهم لمحمد التوبخي – ص٢٩

للشيخ عدي مقام غير منكور عند اليزيدية وقبره اليوم كعبتهم التي يحجون إليها وشيخهم الأعظم سادن مقامه ولهم فيه مزاعم في مصحف رش منها أن الله تعالى أرسله من أرض الشام إلى لالش ومفهوم العبارة أن ذلك كان قبل خلق آدم عليه السلام وهو من الخلط الذي لا تخلو منه عباراتهم. وفيه أنهم عند إرسال السناجق (الأعلام) إلى القرى لجمع الصدقات يخرجونها من عند قبره باحتفال عظيم ورقص وغناء وزمر ونقر على الدفوف والطبول ويعجنون من ترابه بنادق (كرات صغرة) تحمل مع السناجق فتفرق في القرى للتبرك بها وعند عقد الزواج يأتون برغيف من دار شيخهم يتقاسمه العروسان فإن لم يوجد اكتفيا بسف شيء من تراب الشيخ عادي وفي الزوائد الملحقة بالنسخة الأميركية أن من يموت منهم يجب أن يحضره شيخ من شيوخهم الذين في طبقة (الكوجك) ليضع في فيه شيء من هذا التراب قبل دفنه وفيها أيضا تفضيل مناسكهم عند زيارته وأنها مفضلة وأنها عندهم على حج البيت الحرام مع التصريح بأنه مبتدع ملتهم ومرشدهم الأول إلى طريقها. وفي النسخة الأميركية أيضا نبذة عن الشيخ عادي وردت قبل كتاب (الجلوة) كمقدمة له نثبتها هنا دليلا على مبلغ جهلهم بالتاريخ وخلدهم بين الأزمان المتفاوته ونموذجا لما في كتابيهم من الركاكة وسوء التعبير وهذا نصها " في زمن المقتدر بالله سنة مائتين وتسعين هجرية كان منصور الحلاج وشيخ عبد القادر الكيلاني في ذلك الوقت ظهر إنسان اسمه الشيخ عادي من جبال الحكارية أصله من أطراف حلب أو من بعلبك جاء وسكن جبل لالش قريب مدينة الموصل نحو تسع ساعات والبعض قالوا إنه من أهل حران ونسبته إلى مروان بن الحكم فإنه شرف الدين أبو الفضائل عادي بن مسافر بن عبدالله بن موسى بن مروان بن الحسن بن مروان وكان وفاته سنة خمسمائة وثمانية وخمسين هجرية وقبره يزار الآن قرب قرية باعدري (٢) من قرى الموصل تبعد عنها إحدى عشرة ساعة واليزيدية هم نسل الذين كانوا مريدين عن الشيخ عادي المذكور والبعض منهم ينسبون إلى يزيد ومنهم إلى حسن البصري" انتهى.

المصدر:اليزيدية ومنشأ نحلتهم لأحمد تيمور باشا - ص ١٤


(١) ((اليزيدية قديما وحديثا)) (ص٩٥).
(٢) أوردها ياقوت في ((معجم البلدان)) بلفظ باعذر بالذال المعجمة وقال عنها من قرى الموصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>