للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعاً: ختم النبوة في السنة المطهرة بين رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في سنته المتواترة أنه لا نبي بعده، ففي حديث طويل قال: ((وإنه سيكون في أمتي كذابون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي)) (١).وعن ابن عباس، رضي الله عنه، في حديث الشفاعة يوم القيامة، وهو حديث طويل، وفيه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذكر طلب الناس الشفاعة من الأنبياء واحداً تلو الآخر ليشفعوا إلى الله –عز وجل – في الحساب بين الناس لطول وقوفهم دون حساب ((حتى يصل الناس إلى عيسى –عليه السلام - فيقول لهم: أرأيتم لو كان متاع في وعاء قد ختم عليه، أكان يقدر على ما في الوعاء حتى يفض الخاتم؟ فيقولون: لا. فيقول: إن محمداً، صلى الله عليه وسلم، خاتم النبيين)) (٢) والأحاديث في ختم النبوة صحيحة منها حديث أبي هريرة: (( .. .. وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبوة)) (٣). ومنها حديث عبد الله بن عمرو حيث قال: ((خرج علينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يوماً كالمودع فقال: "أنا محمد النبي الأمي –ثلاثاً - ولا نبي بعدي)) (٤) وقد بين رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن النبوة انقطعت بنبوته الخاتمة الخاتمة، وأنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤية الصالحة، فعن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: ((كشف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الستار والناس صفوف خلف أبي بكر، رضي الله عنه، فقال: "أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أو ترى له)) (٥).وعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ((أنا قائد المرسلين ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر)) (٦).وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وأنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون)) (٧).وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون: هلا وضعت اللبنة. قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين)) (٨).


(١) رواه أبو داود (٤٢٥٢) والترمذي (٢٢١٩) وأحمد (٥/ ٢٧٨) (٢٢٤٤٨) من حديث ثوبان. سكت عنه أبو داود , وقد قال في ((رسالته لأهل مكة)) كل ما سكت عنه فهو صالح. وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال ابن تيمية في ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (١/ ١٤٢): محفوظ من غير وجه. وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
(٢) رواه أحمد (١/ ٢٩٥) (٢٦٩٢) قال أحمد شاكر في ((مسند أحمد)) (٤/ ٢٤١): إسناده صحيح.
(٣) رواه مسلم (٥٢٣) وفيه النبيون بدل النبوة.
(٤) (([١٦٢٤٣] رواه أحمد (٢/ ١٧٢) (٦٦٠٦) وابن مردويه كما في ((الدر المنثور)) (٣/ ٥٧٤). قال أحمد شاكر في ((مسند أحمد)) (١٠/ ١٠٧): إسناده حسن. وقال الألباني في ((إرواء الغليل)) (٨/ ١٢٨): إسناده ضعيف.
(٥) رواه مسلم (٤٧٩).
(٦) رواه الدارمي (٤٩) والطبراني في ((الأوسط)) (١٧٠). قال الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (١٠/ ٢٢٣): إسناده صالح. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٨/ ٢٢٥٧): فيه صالح بن عطاء بن خباب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وقال الوادعي في ((الشفاعة)) (ص ٤٨): فيه صالح بن عطاء مجهول.
(٧) رواه البخاري (٣٤٥٥) ومسلم (١٨٤٢) من حديث أبي هريرة.
(٨) رواه البخاري (٣٥٣٥) ومسلم (٢٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>