للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الأول: التعريف بهم]

قبل ذكر هذه الطائفة وبيان عقائدهم نذكر تعريفاً موجزاً بهم فيما يلي:

التعريف بهم في اللغة

تطلق كلمة الدروز على معان عديدة في اللغة، منها: أنها تطلق على الأولاد غير الشرعيين الذين لا يعرف لهم آباء، وتطلق كذلك على السفلة والسقاط من الناس فيقال لهم أولاد درزة.

قال الأزهري نقلاً عن ابن الأعرابي: (والعرب تقول للدّعي: هو ابن درزة وابن ترني، وذلك إذا كان ابن أمة تساعي فجاءت به من المساعاة ولا يعرف له أب).قال: (ويقال: هؤلاء أولاد درزة، وأولاد فرتني للسفلة والسقاط ٠قاله المبرد) (١).وتطلق هذه اللفظة أيضاً على القمل والصئبان، فيقال: بنات الدروز؛ كما يذكر الفيروزآبادي (٢).

وتدل هذه المعاني على الرداءة والانحطاط، ومن هنا نجد أن الدروز لا يحبون أن تطلق عليهم هذه التسمية لأسباب سنذكرها، وربما يكون منها سوء مفهوم هذه التسمية عند الناس، مضافاً إليها وجود الأسباب الأخرى.

التعريف بهم في اصطلاح علماء الفرقيطلق علماء الفرق تسمية الدروز على طائفة ذات أفكار وآراء اعتقادية، هم من غلاة الباطنية يعتقدون ألوهية الحاكم بأمره، انشقوا عن الإسماعيلية في الظاهر وإن كانوا متفقين معهم في جوهر عقائدهم، ونسبوا إلى أحد دعاة الضلال المجوس نشتكين الدرزي، وإن كانوا لا يحبون هذه النسبة كما سيأتي بيانه (٣).

بيان أصل الدروز

اختلف الناس في أصل الدروز على أقوال كثيرة نوجزها فيما يلي: أنهم سلالة قبائل عربية، وهو ما يزعمونه لأنفسهم، وقد أكده الأستاذ محمد حمزة، وأنهم من لخم وتنوخ (٤).

أنهم من سلالة السامريين القدماء.

أنهم من بقايا الحيثيين القدماء.

أنهم مزيج من عناصر مختلفة من عرب وفرس وهنود.

أنهم سلالة الجنود الفرنسيين الصليبيين.

أنهم من أصل إنجليزي. وتبدو تلك الأقوال كلها –غير القول الأول- بعيدة، وتهدف كذلك إلى أغراض سياسية فيما يرى محمد كامل حسين (٥).

والواقع أن هذا الاختلاف فيهم يضفي عليهم ظلالاً من الشكوك والارتياب في أصلهم.

المصدر:فرق معاصرة لغالب عواجي ٢/ ٥٩٣


(١) انظر: ((تهذيب اللغة)) (١٣/ ١٨١)
(٢) ((القاموس المحيط)) (٢/ ١٨٢)، وانظر كتب اللغة مادة ((درز)).
(٣) انظر: ((الحركات الباطنية في العالم الإسلامي)) (ص١٩٩)
(٤) ((التآلف بين الفرق الإسلامية)) (ص١١٨)
(٥) ((طائفة الدروز)) (ص٦،١٤)، ومحمد كامل حسين يتملق الإسماعيلية فيما يكتبه عنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>