للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الرابع: سيرة الرفاعي من خلال كتب التصوف]

ولد الشيخ أحمد الرفاعي رحمه الله في أول سنة خمس مائة.

تختلف سيرة الرفاعي عند الرفاعية تختلف اختلافا كبيرا عما نجده من سيرته في كتب المؤرخين وما على القارئ إلا أن يتابع ما أنقله عن كتبهم ليتأكد من ذلك.

- مولده وخلقته:

لقد سرى بين الصوفية اعتقاد أن الأنبياء والأولياء خلقوا من مادة متميزة على المادة التي خلق منها البشر.

فنجد عند السهروردي مثلا أن الطينة التي خلق منها البشر قد وطئتها قدما إبليس قبل أن يأخذها جبريل لتتكون منها المخلوقات. بينما الطينة التي خلق منها الأنبياء والأولياء لم تمسهما قدما إبليس فبقيت زكية نقية. (١) وأما أرواح الأنبياء والأولياء فإنها تختلف أيضا عن طبيعة أرواح البشر كما يراه الإمام الغزالي، حيث يصف أرواح الأنبياء والأولياء بـ «الروح الأمرية» وأرواح باقي البشر بأنها «الروح البهيمية». (٢)

وكانت هذه الأفكار مصدرا لباقي المتصوفة الذين غلوا في مشايخهم، حيث جعلوا لهم خلقة غير الخلقة المعهودة عند باقي البشر.

فنجد محمد أبا الهدى الصيادي الرفاعي يجعل روح الشيخ أحمد الرفاعي مركبة من خلاصة أرواح الأنبياء بل من نور وجه الله عز وجل. فقد جاء في كتابه (قلادة الجواهر) أن الشيخ أحمد الرفاعي قال: «وحق العزيز سبحانه وتعالى: قبض العزيز جل جلاله من نور وجهه قبضة فخلق منها سيدنا المصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم فرشحت فخلقني منها» (٣).وجاء في كتاب (الروض النضير) أن الله أمر كل نبي أن يعطي شيئاً من روحه إلى الشيخ الرفاعي، فأجاب الأنبياء ربهم إلى ذلك، وأعطى كل منهم شيئاً من روحه إلى الشيخ الرفاعي، فتكونت روحه من أرواحهم ومن روح جده المصطفى. (٤)

وبهذه الأقاويل يعطون الشيخ الرفاعي ميزة في الخلق على عامة البشر ليكون من طينة الأنبياء والأولياء الخاصة. يلحقونه بمرتبتهم ويجعلونه مشابها لهم في الأحوال والأقوال والأفعال والمقامات

المصدر:الطريقة الرفاعية لعبد الرحمن دمشقية - ص ١٥، ١٦


(١) ((عوارف المعارف)) (٤٢ - ٤٧) ملحق بكتاب ((إحياء علوم الدين)).
(٢) ((الأربعين في أصول الدين)) (ص١٩٥)
(٣) ((قلادة الجواهر في ذكر الغوث)) الرفاعي وأتباعه الأكابر (ص١٣٣) ط: دار الكتب العلمية - بيروت، ((الفجر المنير)) في بعض ما ورد على لسان السيد أحمد الرفاعي الكبير ٨ ط: المطبعة العامرة ببولاق. مصر.
(٤) ((الروض النضير)) (ص٥٧) للشيخ عبد الرحمن بن حسين القرشي على هامش كتاب ((رياضة الإسماع)) للصيادي ط: التمدن. مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>