للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الأول: المسائل المتعلقة بالأسماء الحسنى عند الأشاعرة]

إثبات أسماء الله تعالى الواردة من مسلمات الأشاعرة، وقد حرصوا على التأليف فيها، وإن كان ذلك – في الغالب – بسبب ما حدث بين الأشاعرة والتصوف من ارتباط، وعناية الصوفية بأسماء الله – وما يزعمون من أسرارها – معروف.

وممن كتب في أسماء الله ومعانيها من الأشاعرة:١ - أبو سليمان الخطابي، ضمن كتابه (شأن الدعاء) (١).٢ - الحليمي، ضمن كتابه (المنهج في شعب الإيمان) (٢).٣ - البيهقي، في كتابه (الأسماء والصفات) (٣). وقد اعتمد في شرحه على الكتابين السابقين.

٤ - القشيري في كتابه (شرح أسماء الله الحسنى).

٥ - الغزالي في كتابه (المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحنسى).

٦ - الرازي في كتابه (لوامع البينات، شرح أسماء الله تعالى والصفات).وهذه كلها مطبوعة، وللقرطبي كتاب مشهور في الأسماء والصفات لا يزال مخطوطا، كما أن لكل من أبي بكر بن العربي, والواحدي كتابا في هذا الموضوع. كما أن بعض الأشاعرة قد يشيرون إلى معاني أسماء الله في كتبهم (٤).

وليس للأشاعرة أقوال متميزة فيما يتعلق بأسماء الله تعالى في الجملة، وما يقع من خلاف في بعض مسائلها قد يشاركهم فيه غيرهم، ولذلك فلا داعي للاطالة في مباحث هذه المسألة، ويمكن الإشارة إلى أمرين:

أحدهما: ما وافق فيه جمهور الأشاعرة جمهور السلف، ومن ذلك قولهم:١ - أن أسماء الله تعالى توقيفية، وقد ذكر ذلك غالب الأشاعرة، وخالف فيه الباقلاني (٥). بل بعض من ذكر أنها توقيفية خالف في ذلك عمليا فذكر بعض الأسماء التي لم ترد في الشرع – كما سيأتي -.٢ - أن أسماء الله تعالى ليست جامدة، ولذلك حرص العلماء على شرحها، وبيان معانيها وذكر ما دلت عليه من صفات الله تعالى، وقد رد شيخ الإسلام وأغلظ على ابن حزم الذي زعم أن أسماء الله بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على معنى (٦).٣ - أن أسماء الله تزيد على التسعة والتسعين، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، خلافا لابن حزم وطائفة. وما ورد من ذكر تعداد التسعة والتسعين فهو من إدراج بعض الرواة (٧). والحديث بأصله، وبزياداته – لو صحت – لا تعارض ذلك، وقوله ((من أحصاها)) المقصود به أن هذه الأسماء من أحصاها دخل الجنة، وليس معناه أنه ليس له اسم إلا هذه، كما هو واضح (٨).

وثانيهما: أن بعض الأشاعرة خالفوا جمهور السلف في بعض المسائل، ومن ذلك:١ - أن بعض الأشاعرة أطلقوا بعض الأسماء لله وإن لم ترد بها نص ولا إجماع، وذلك كاسم القديم، والذات وغيرها (٩). وقد ناقش شيخ الإسلام هؤلاء ذاكرا الخلاف في ذلك فقال: إن المسلمين في أسماء الله تعالى على طريقتين:

كثير منهم يقول: إن أسماءه سمعية شرعية، فلا يسمى إلا بالأسماء التي جاءت بها الشريعة، فإن هذه عبادة، والعبادات مبناها على التوقف والاتباع.


(١) (ص: ٢٣ - ١١٣).
(٢) (١/ ١٨٧ - ٢١٠).
(٣) (ص: ٣ - ٩٥).
(٤) كالجويني في ((الإرشاد)) (ص: ١٤٣ - ١٥٥)، والبيهقي في ((الاعتقاد)) (ص: ٥٤ - ٦٩)، وفي ((الجامع لشعب الإيمان)) (١/ ٢٨٣ - ٣٣٥) – ت عبدالعلي حامد، و ((المجرد)) لابن فروك – (ص: ٤٢ - ٥٧).
(٥) انظر: ((المقصد الأسنى للغزالي)) (ص: ١٦٧)، و ((شأن الدعاء)) (ص: ١١١)، و ((لوامع البينات للرازي)) (ص: ٣٦)، وانظر: ((المجرد)) لابن فورك (ص: ٤٢).
(٦) انظر: ((شرح الأصفهانية)) (ص: ٧٦ - ٧٧) – ت مخلوف -.
(٧) انظر: ((مجموع الفتاوى)) (٦/ ٣٧٩ - ٣٨٢، ٢٢/ ٤٨١ - ٤٨٦)، ((ودرء التعارض)) (٣/ ٣٣٢).
(٨) انظر: ((شأن الدعاء)) (ص: ٢٤ - ٢٥)، و ((فتح الباري)) (١١/ ٢٢٠)، و ((بدائع الفوائد)) (١/ ١٨٨).
(٩) انظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (١/ ١٨٨)، و ((الأسماء والصفات)) للبيهقي (ص: ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>