[المبحث الثالث: منع كتب الصوفية لئلا يتداولها الناس ومنع دعاة التصوف ودراسة كتبهم من قبل شخصيات لها حصانة عقدية لكشف زيفها]
لقد بينا في المبحث السابق بأن من أم العوامل التي تساعد على الحد من انتشار الزحف الصوفي في العالم الإسلامي هو القضاء على المظاهر التي تكون سببا لوقوع الأمة في الشرك بالله عز وجل والتي تتمثل في هذه المساجد والقباب المبنية على القبور المنتشرة في العالم الإسلام على اتساعه وبينا بأن موقف الإسلام من هذه المشاهد هو تحريم إقامتها مبدئيا والمبادرة بأسرع ما يمكن إلى هدم ما بني منها حتى لا يفتتن الناس في دينهم بسببها وقد أثبتنا ذلك بأدلة من السنة النبوية وأقوال الصحابة وأفعالهم وأقوال علماء الأمة الإسلامية وأفعالهم عبر التاريخ.
وفي هذا المبحث نحب أن نذكر أسلوبا من أساليب مقاومة هذا الفكر الصوفي المنحرف وهذا الأسلوب هو منع كتب المتصوفة من دخول الأسواق وذلك حتى لا تقع في أيدي الناس فيقع كثير منهم في مفاهيم خاطئة وانحرافات عقدية خطيرة كما هو واقع اليوم في عالمنا الإسلامي حيث انتشرت هذه الكتب بين الأمة الإسلامية فوقع الكثير منهم في انحرافات عقدية خطيرة وخاصة في توحيد الألوهية حيث يتوجه عدد كبير من أفراد الأمة الإسلامية إلى القبور بشتى أنواع العبادات كالدعاء والاستغاثة والذبح والنذر والطواف معرضين عن الله سبحانه وتعالى وذلك بسبب الأباطيل والأكاذيب التي يحكيها مؤلفوا كتب المتصوفة من الأولياء يقدرون على قضاء مطالب من توجه إليهم من المريدين وهذا واقع مشاهد نعايشه ونراه بأم أعيننا ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا إلا معاند مكابر منكر للحقيقة الظاهرة الواضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار وبجانب منع كتب المتصوفة يجب أيضا منع الدعاة الذين يحملون الفكر الصوفي من مزاولة تدريس الناس عامة في المساجد والمدارس وحتى في بيوتهم الخاصة التي يتخذونها غالبا أوكارا لممارسة بدعهم ونشر سمومهم بين الناس وذلك حتى لا يلوثوا المجتمع بأفكارهم الضالة التي إذا انتشرت بين مجتمع ما تحوله إلى مجتمع مشرك خرافي لا قيمة له في الدنيا والآخرة ومجال التعليم الحقيقة يعتبر مجالا هاما جدا فينبغي الحرص عليه بحيث يوضع له المنهج الصحيح للتدريس وكذلك لا يوضع أو يعين في تدريس النشء وحتى إدارة المدارس والمعاهد ينبغي أن لا تستند إلا إلى رجال معروفين بالتوجه الصحيح الذين يتمتعون بصحة العقيدة وسلامة المنهج فإن فساد النشء يعني فساد الأمة بكاملها لأنهم رجال المستقبل وإلى جانب عزل الذين يحملون الفكر الصوفي نهائيا عن المجتمع ينبغي تحذير من عرف منهم بعينه من ممارسة نشاطه حتى لا يفسد الأمة بنشر عقائده الضالة التي حملها من الوثنيات القديمة كالبوذية والمسيحية واليونانية.
وبجانب منع كتب التصوف ودعاة التصوف ينبغي دراسة كتب التصوف من قبل شخصيات لها كفاءة وحصانة عقدية لكشف زيفها وإثبات بأنها عقائد خرافية باطلة دخيلة على الإسلام وليست منه وذلك لأن الكثير من الأمة الإسلامية لا يعرفون عقائد الصوفية الباطلة التي تحتوي عليها كتبهم الضالة وإنما يظن كثير من أفراد الأمة الإسلامية العوام بل وحتى العلماء الذين لم يأخذوا القسط الكافي من علم الكتاب والسنة يظنون أن الطرق الصوفية ما هي إلا طرق تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا والاهتمام بأمور الآخرة وتهتم بتربية الإنسان تربية إسلامية إلى أن يصبح من أولياء الله.
وقد واجهت الكثير ممن يحسبون على العلم والعلماء يدافعون عن الصوفية ويدعون بأن الصوفية ليس فيها أي انحرافات عقدية نهائيا وقد جرى بيني وبين كثير منهم مناقشات حادة كان النصر فيا حليفا لي فيها لأنهم ليس لهم أي أدلة يثبتون بها حججهم وإنما كل مناقشاتهم تعتمد على الأهواء المجردة فقط بدون التقيد بالأدلة الشرعية والحقيقة كنت أقدم لهم أثناء المناقشة نصوصا من بطون كتب المتصوفة أنفسهم فكانوا يستغربون جدا وقد رجع أفراد منهم من المشي وراء الطرق الصوفية والحمد لله.
والمقصود من هذا الكلام هو أن الكثيرين تخفى عليهم ما تحتويه كتب الصوفية من الأباطيل والعقائد الفاسدة المملوءة بها ولذا أحبذ أن يكتب المتخصصون في العقيدة في الفكر الصوفي فإنه بحاجة ماسة إلى مزيد من الكتابة من أكثر من شخص وفي الحقيقة أنا بنفسي ما كنت أعرف عن التصوف هذه الحقائق التي توصلت إليها بعد اطلاعي على كتبهم وقد ذهلت من تلك الأباطيل التي تحتوي عليها تلك الكتب.
وفي النهاية أقول:
إن دراسة كتب الصوفية والرد عليها أراه من أهم الأساليب الناجحة في فضح عوار الفكر الصوفي والوثني المنحرف الذي نشر الشرك والوثنية في العالم الإسلامي بأسره إلا ما شاء الله وقليل ما هم.
المصدر:مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية لإدريس محمود إدريس - ٣/ ١٢٠٨