للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الرابع: مبالغات البريلويين وغلوهم فيه]

ولو ما كان هذا لكان هناك قصص وأساطير، وهل يستبعد الأساطير من القوم الذين اختلقوا أن جنازته لما حملت:"رأى بعض الناس أنه حملها ملائكة الرحمان على أكتافهم" (١).

والذين قالوا فيه:

أن رسول الله كان جالسا في جمع من أصحابه منتظرا مجيء البريلوي لأنه لما سئل عن سكوته وسكوت أصحابه فقال: نحن ننتظر البريلوي حتى يأتي" (٢).وأكثر في ذلك "إن رسول الله صل الله تعالى عليه وسلم أرسل هدية الطيب لغسل البريلوي" (٣).

ومادمنا بدأنا في مبالغات القوم ومقالاتهم في البريلوي نريد أن نذكر بعض ما قالوه في حقه: فمن المغالاة التي بلغت حد الإساءة والإهانة قول البريلويين: إن رؤية البريلوي قللت شوق زيارة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – عياذ بالله –" (٤).ولا يوجد في القرنين الأخيرين من عالم جامع مثله" (٥).وقال الثاني: إنه لا نظير لجلالته العلمية وكماله العملي، وإن البريلوي كان عديم النظير في قوة علمه وإصابة رأيه" (٦).وقال الثالث: إن البريلوي أحيا الدين بتعليماته" (٧).ورابع قال: إن "الفتاوى الرضوية" تشتمل على آلاف من المسائل التي لم تسمعها أذن العلماء" (٨).وقال الخامس: لو رأى أبو حنيفة رحمه الله (الفتاوى الرضوية) لقرت عينه ولجعل مؤلفها من جملة الأصحاب (٩).وقال السادس: إنه هو كان أبا حنيفة عصره" (١٠).وسابعهم أعتقد إن هذا كله لا يكفي فقال: إن البريوي كان يملك فطانة أبي حنيفة في الاجتهاد وضياء الخصاف وعقل الرازي وذاكرة قاضي خان" (١١).وليس هذا فحسب، بل كان "عكس الصديق في قول الحق، ومظهر الفاروق في تمييز الباطل، وصورة ذي النورين في الجود والرحم، وسيف عليّ في ضرب الباطل" (١٢).

هذا ما قاله ثامنهم. والتاسع قال: إن البريلوي كان معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم" (١٣).وقال العاشر: إن أحمد رضا حجة الله في الأرض" (١٤).

فتلك عشر كاملة.

وهذه الأشياء إن دلت على شيء دلت على مسابقة القوم في المبالغة والغلو ونحن ذكرنا فيما مر أنهم يقولون بصيانته من الأغلاط وعصمته من الأخطاء مع أن العصمة ليست إلا من اختصاصات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.

وهناك بعض الأشياء الأخرى نذكرها إكمالا للبحث وبرهانا على أن القوم تعودوا الكذب.

منها أنهم يقولون: إن البريلوي رأى في طفولته مومسات في الطريق، فرفع قميصه ووضعه على العيون حجابا منهم، ولما رفع القميص تعرى "فضحكت عليه المومسات وقلن له: غطيت وجهك وكشفت سترك، فأجاب: إذا زلت البصر ضل القلب، وإذا ضل القلب هتك الستر، وكان عمره آنذاك ثلاث سنوات وستة أشهر" (١٥).

وهل لسائل أن يسأل من الذين يريدون أن يجعلوه فوق البشر! كيف عرف الزانيات بأنهن زانيات مومسات؟ الطفل الذي لا يعرف ستر عورته، ومن أين عرف معاملات النظر والقلب وتأثيرهما على الستر.

وهل يحتاج الكذب إلى العقل؟ كلا!


(١) ((أنوار رضا)) (٢٧٢)، وأيضا ((روحون كي دنيا)) مقدمة (٢٢).
(٢) ((البستوي)) (١٢١) والفتاوى الرضوية (٢/ ١٣).
(٣) ((وصايا البريلوي)) (١٩).
(٤) ((وصايا البريلوي)) (٢٤) ترتيب حسنين رضا ابن أخ البريلوي.
(٥) ((وصايا البريلوي)) (٢٤) ترتيب حسنين رضا ابن أخ البريلوي.
(٦) ((شرح الحقوق)) مقدمة (٨).
(٧) ((شرح الحقوق)) مقدمة (٧).
(٨) ((بهار شريعت)) (١/ ٣).
(٩) مقدمة ((الفتاوى الرضوية)) (١١) (٤).
(١٠) مقدمة ((الفتاوى الضوية)) ج٥ ص ب.
(١١) مقدمة ((الفتاوى الضوية)) (٢١٠).
(١٢) ((أنوار رضا)) (٢٦٣).
(١٣) ((أنوار رضا)) (٢٦٣).
(١٤) ((أنوار رضا)) (٣٠٣).
(١٥) ((سوانح أعلى حضرة)) لبدر الدين (١١٠) و ((أنوار رضا)).

<<  <  ج: ص:  >  >>