للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبمثل ذلك قال ابن عربي: (اعلم أن مقام الدعوة إلى الله، وهو مقام النبوة والوراثة الكاملة، والحاصل فيه يقال له النبي في زمان النبوة، ويقال له الشيخ الوارث والأستاذ في حق العلماء بالله من غير أن يكونوا أنبياء وهو الذي قالت فيه السادة من أهل طريق الله، من لم يكن له أستاذ فإن الشيطان أستاذه (١).

وقال الشعراني: (اعلم يا أخي أن أحدا من السالكين لم يصل إلى حالة شريفة في الطريق أبدا إلا بملاقاة الأشياخ ومعانقة الأدب معهم، والإكثار من خدمتهم، ومن ادعى الطريق بلا شيخ كان شيخه إبليس ... وقد كان الإمام أبو القاسم الجنيد رحمه الله يقول: من سلك بغير شيخ ضلّ وأضلّ (٢).

وكتب في كتابه (الأخلاق المتبولية) نقلا عن علي المرصفي أنه قال:

(لو أن مريدا عبد الله تعالى كما بين السماء والأرض بغير شيخه فعبادته كالهباء المنثور ... وسمعت سيدي علي الخواص رحمه الله يقول: (لو أن العبد قرأ ألف كتاب في العلم ولا شيخ له فهو كمن حفظ كتب الطبّ مع جهله بالداء والدواء ... وأن كل من لم يسلك الطريق على يد شيخ حكمه حكم من يعبد الله على حرف (٣).

وهذا مثل ما قاله الشيعة نقلا عن أبي جعفر محمد الباقر أنه قال: (إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منّا أهل البيت، ومن لا يعرف الله عز وجل ولا يعرف الإمام منّا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالا (٤).

وعنه أنه قال:

(كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول)

وعلى ذلك يقول نيكلسون بعد نقل كلام أبي يزيد البسطامي:

(من لم يكن له شيخ كان الشيطان شيخه، يقول بعده: (هي فكرة يظهر أن لها صلة بالنظرية الشيعية، التي كان عبد الله بن سبأ أول من قال بها (٥).

المصدر:التصوف المنشأ والمصادر لإحسان إلهي ظهير


(١) الأمر المحكم المربوط فيما يلزم أهل طريق الله من الشروط لابن عربي (ص ٢٦٥، ٢٦٦) المنشور مع ذخائر الأعلاق له أيضا بتحقيق محمد عبد الرحمن الكروي ط القاهرة.
(٢) ((الأنوار القدسية)) للشعراني (ص ١٧٣، ١٧٤) ط دار إحياء التراث العربي بغداد العراق.
(٣) ((الأخلاق المتبولية)) للشعراني (١/ ١٢٩، ١٣٠).
(٤) ((الكافي)) للكليني (١/ ١٨١).
(٥) ((في التصوف الإسلامي وتاريخه)) لنيكلسون ترجمة عربية لأبي العلاء العفيفي (ص ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>