للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آل النبي ذريعتي ... وهم إليك (١) وسيلتي

أرجو بأن أعطى غداً ... بيدي اليمين صحيفتي (٢)

وتمسّك بعضهم بقصة محنة الإمام الشافعي مع الخليفة هارون الرشيد، حيثُ حُمل الشافعي ومعه مجموعة من العلويين إلى بغداد -مقر الخلافة- بتهمة الطعن في الخليفة ومنازعته أمر الخلافة. فاحتجوا بالقصة على أنها دليل على تشيّع الإمام رحمه الله (٣).

والجواب: أن رمي هذا الإمام الجليل بالرفض يتعارض مع ما عرف به وروي عنه بأسانيد صحيحة من أقواله المتواترة عنه رحمه الله. كما أن هذا القول يتناقض ومواقف الشافعي من الرفض وأهله، فكيف يكون الشافعي رافضياً وهو القائل: (ما رأيت قوماً أشهد للزور من الرافضة) (٤)؟!

ويقول يوسف البحراني كاشفاً عن حقده على الإمام العلم الشافعي راداً على ذلك:

كذبت في دعواك يا شافعي ... فلعنة الله على الكاذب

بل حب أشياخك في جانب ... وبغض أهل البيت في جانب

عبدتم الجبت وطاغوته ... دون الإله الواحد الواجب

فالشرع والتوحيد في معزل ... عن معشر النصاب يا ناصبي

قدمتم العجل مع السامري ... على الأمير ابن أبي طالب

محضتم بالود أعداءه ... من جالب الحرب ومن غاصب

وتدعون الحب ما هكذا ... فعل اللبيب الحازم الصايب

قد قرروا في الحب شرطاً له ... أن تبغض المبغض للصاحب

وشاهدي القرآن في (لا تجد) ... أكرم به من نير ثاقب

وكلمة التوحيد إن لم يكن ... عن الطريق الحق بالناكب

وأنتم قررتم ضابطاً ... لتدفعوا العيب من الغائب

بأننا نسكت عما جرى ... من الخلاف السابق الذاهب

ونجعل الكل على محمل ال ... خير لنحظى برضى الواهب

تباً لعقل عن طريق الهدى ... أصبح في تيه الهوى عازب

والإشارة بقولنا: لَا تَجِدُ إلى قوله سبحانه: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [المجادلة:٢٢] فإنه غير مؤمن به، ودعواه الإيمان مع ذلك كذب بحت، فلذلك من ادعى في أحد حباً مع حبه لعدوه فهو كاذب) (٥).

المصدر:موقف الشيعة الاثني عشرية من الأئمة الأربعة لخالد بن أحمد الزهراني


(١) وفي ((ديوان الشافعي)) للدكتور محمد زهدي يكن (ص:٥٤): (إليه).
(٢) ((مناقب الإمام الشافعي)) للرازي (ص:١٤١)، وعنه د. محمد يكن في ((ديوان الشافعي)) (ص:٥٤)، أما محمد بن شهر آشوب المازندراني (الرافضي) فقد نسب البيتين لمحمد بن السمرقندي. انظر: ((مناقب آل أبي طالب)) (٢/ ١٥٢)، ووهم العلامة ابن حجر الهيتمي عفا الله عنا وعنه، إذ جزم بنسبة هذين البيتين إلى الإمام الشافعي في ((الصواعق)) (٢/ ٥٢٤).
(٣) انظر: ((مناقب الشافعي)) للرازي (ص:١٤١)، و ((طبقات الشافعية)) لابن كثير (ق١٤) - نقلاً عن ((منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة)) (٢/ ٤٩٢).
(٤) انظر: ((آداب الشافعي)) لابن أبي حاتم (ص: ١٨٩).
(٥) كتاب ((الكشكول)) ليوسف البحراني، ط دار ومكتبة الهلال - بيروت - الطبعة الأولى (١٩٨٦م) (٢/ ١١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>