للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة يحث فيها على وجوب التمسك بكتاب الله تعالى وأن من فارقه فلا حظ له من الإسلام. قال صلى الله عليه وسلم: ((مثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)) (١).وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)) (٢) وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: ((خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مرعوب فقال: أطيعوني ما كنت بين أظهركم وعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه)) (٣).- وجاء في موعظة الرسول صلى الله عليه وسلم بغدير خم قوله: ((أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به)) ثم قال: ((وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)) (٤) وفي رواية أخرى ((كتاب الله وسنتي)) (٥).- ومن حديث يرويه العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)) (٦).- وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن مثلي ومثل ما بعثني به مثل رجل أتى قومه فقال إني رأيت جيشاً بعيني وإني النذير العريان فالنجاة فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا وانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا على مكانتهم فصبحهم الجيش واستباحهم فذلك مثلي ومثل من أطاعني واتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق)) (٧).- وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من رغب عن سنتي فليس مني)) (٨).


(١) رواه البخاري (٥٤٢٧)، ومسلم (٧٩٧). من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(٢) رواه مسلم (٨١٧).
(٣) رواه الطبراني (١٨/ ٣٨). من حديث أبي أيوب الأنصاري عن عوف بن مالك رضي الله عنهما. قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (١/ ٦٢): رواته ثقات. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١/ ١٧٠): رواه الطبراني في ((الكبير)) رجاله موثقون. وقال الألباني في ((صحيح الجامع)) (١٠٣٤): صحيح.
(٤) رواه مسلم (٢٤٠٨). من حديث يزيد بن حيان رضي الله عنه.
(٥) رواه الدارقطني في ((سننه)) (٤/ ٢٤٥)، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) (١/ ٨٠)، والبيهقي (١٠/ ١١٤). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. قال ابن حزم في ((أصول الأحكام)) (٢/ ٢٥١): صحيح. ورواه مالك في ((الموطأ)) (٢/ ٨٩٩) مرسلاً. ورواه موصولاً الحاكم (١/ ١٧١)، والبيهقي (١٠/ ١١٤) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. بلفظ: (تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا ابدا كتاب الله وسنة نبيه). قال الحاكم: احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأبي أويس، وسائر رواته متفق عليهم. وهذا الحديث لخطبة النبي صلى الله عليه وسلم متفق على إخراجه في الصحيح. ووافقه الذهبي وقال: وله أصل في الصحيح. وقال الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (٤٠): صحيح.
(٦) رواه أبو داود (٤٦٠٧)، والترمذي (٢٦٧٦)، وابن ماجه (٤٢)، وأحمد (٤/ ١٢٦) (١٧١٨٤)، والحاكم (١/ ١٧٦). والحديث سكت عنه أبو داود, وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح ليس له علة ووافقه الذهبي. وقال ابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (٢/ ١١٦٤): ثابت صحيح. وحسنه البغوي في ((شرح السنة)) (١/ ١٨١)، وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).
(٧) رواه البخاري (٧٢٨٣)، ومسلم (٢٢٨٣).
(٨) رواه البخاري (٥٠٦٣)، ومسلم (١٤٠١) .. من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>