للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم ضل رأياً من سقامة فهمه ... بأمر صحيح من شريعتنا الغرا

ولو سأل الأشياخ أدرك سره ... ولكنه مع جهله قد حوى كبرا (١)

وقال عن الثلاثة:

ثلاث أثاف تحتها نار فتنة ... ومن وفقها الإلحاد صار لها قدرا

وقد دخلوا حزب المسون بهمة ... بها حل كل من محافله الصدرا

ومذهبهم حكم الديانات واحد ... تساوى به الإسلام والملل الأخرى (٢)

وهذا رجل آخر يكشف حالهم ويعلنها للناس وهو الشيخ مصطفى صبري شيخ الإسلام للدولة العثمانية سابقاً يقول "أما النهضة الإصلاحية المنسوبة إلى الشيخ محمد عبده فخلاصته أنه زعزع الأزهر عن جموده على الدين فقرب كثيراً من الأزهريين إلى اللادينيين خطوات، ولم يقرب اللادينيين إلى الدين خطوة، وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغاني كما أنه على ما يقال وسيأتي إيضاحه في هذا الكتاب هو الذي شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر" (٣).وقال عن محمد عبده "فلعله وصديقه أو شيخه جمال الدين أرادا أن يلعبا في الإسلام دور لوثر وكلفين زعيمي البروتستانت في المسيحية فلم يتسن لهما الأمر لتأسيس دين حديث للمسلمين وإنما اقتصر تأثير سعيهما على مساعدة الإلحاد بالنهوض والتجديد" (٤).وقال عنه أيضاً "وكان من مضار الشيخ بالإسلام وعلمائه الناشئين بعده أن حملة الأقلام بمصر المنحرفين عن الثقافة الإسلامية كما أكبروا الشيخ وآراءه الشاذة التي انتقدتها في هذا الكتاب وأوجدوا من السمعة العلمية السامية ما لا يزال طنينه في أذن الشرق الإسلامي. ولاشك في تأييده القوة الماسونية له كان ذلك حثاً للذين يحبون الشهرة والظهور من شباب العلماء وكهولهم على نيل ما أرادوه بواسطة الشذوذ في الرأي والتزلف إلى الكتاب المتفرنجين بل الانتماء إلى الماسونية" (٥).ولا نريد أن نذكر بعد هذا موقف الشيخ عليش رحمه الله تعالى الذي كان يلاحقهم في صحن الأزهر بعصاه أو موقف أبي الهدى الصيادي الذي وصف جمال الدين بأنه "مارق من الدين كما مرق السهم من الرمية" (٦) أو اعترافات أتباعه أنفسهم بأن الأفغاني "برز في علم الأديان حتى أفضى به ذلك إلى الإلحاد والقول بقدمية العالم زاعماً أن الجراثيم الحيوية المنتشرة في الفضاء هي المكونة بترقٍّ وتحرير طبيعيين ما نراه من الأجرام التي تشغل الفلك ويتجاذبها الجو وأن القول بوجود محرك أولي حكيم وهم نشأ عن ترقي الإنسان في تعظيم المعبود على حسب ترقيه في المعقولات" (٧) أو وصف السلطان عبدالحميد لجمال الدين الأفغاني بأنه رجل الإنجليز، وأنه مهرج (٨).

ب- من بعدهم:


(١) ((الرائية الصغرى)) يوسف النبهاني (ص ٣٧٧).
(٢) ((الرائية الصغرى)) يوسف النبهاني (ص ٣٨٤).
(٣) ((موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين)) مصطفى صبري (١/ ١٣٣ - ١٣٤).
(٤) ((موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين)) مصطفى صبري (١/ ١٤٤).
(٥) ((موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين)) مصطفى صبري (١/ ١٣٣ - ١٣٤).
(٦) ((تاريخ الأستاذ الإمام)) رشيد رضا (١/ ٩٠).
(٧) ((تاريخ الأستاذ الإمام)) رشيد رضا (١/ ٤٣).
(٨) ((مذكرات السلطان عبدالحميد)) ترجمة محمد حرب عبدالحميد (ص ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>