للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخيرا تأتي الفرقة السادسة من فرق الإباضية بالمغرب وهي فرقة الفرثية، وتنسب إلى عالم من علماء الإباضية وهو أبو سليمان بن يعقوب بن أفلح كان بيته بيت علم وفتوى وقد انفرد أو خرج عن جمهور الإباضية ببعض الآراء التي جرت عليه نقمتهم، ومن هذه الآراء أنه كان يرى أن الزكاة لا ينبغي إخراجها عن قرابة المزكي، وأن أكل الجنين لا يجوز، وحرم الديمقراطية العروق ولو بعد غسل مكان الذبح، وكان يرى بأن عرق الجنب والحائض نجسان. ومع أن مؤرخي الفرق يعدون هذه الفرق الست من الإباضية فإن علي يحيى معمر قد نفى كونها من الإباضية، ونفى أن تكون بعضها مجرد فرقة بل هم عنده أناس غضبوا على الحكم فخرجوا عنه كما يخرج غيرهم عن حكامهم، بينما المارغيني منهم يقول بعد نهايته لبحثهم: " وهذه فرق ست من الإباضية قد بينا ما ألحدوا فيه ولم يقصدوا " (١).العجاردة: تنسب العجاردة إلى رجل يسمى عبد الكريم بن عجرد، وقد اختلف في مبدأ أمره فذهب الأشعري والبغدادي إلى أنه كان من أصحاب عطية بن الأسود الحنفي (٢).وذهب صاحب كتاب (الأديان) (٣) إلى أنه ينتسب إلى رجل يسمى أبا سعيد ثم خالفه، وذهب الشهرستاني (٤) إلى أنه - على قول – كان من أصحاب أبي بيهس ثم خالفه، ويذكر بعضهم أنه كان من أهل بلخ. والعجاردة أو الجردية كما يسميها الملطي (٥) فرقة من فرق الخوارج الكبيرة، وقد انقسمت فيما بينها إلى فرق كثيرة اختلف أهل المقالات في عددهم لكثرة تفرعهم، وكان تجمعهم في منطقة خراسان وهم أكثر الخوارج بها. وفرقهم إجمالا عند الأشعري (٦) خمس عشرة فرقة بما في ذلك الفرق الفرعية للثعالبة إحدى فرق العجاردة وهي الفرقة الأولى منهم:


(١) راجع في بحث تلك الفرق ((مخطوطة المارغيني)) في افتراق فرق الإباضية الست بالمغرب (ص ١ - ٧)، وانظر: كتاب ((الإباضية بين الفرق)) (ص ٢٥٨ – ٢٧٨)، وانظر: تعليق أبي إسحاق أطفيش على كتاب ((الوضع للجناوني))، وانظر: كتاب ((الأزهار الرياضية)) (٢/ ١٤٨ – ١٥٢، ١٦٧، ١٧٤، ١٠٢ – ١١٢)، وكذا (ص ٢٠٦).
(٢) انظر: ((مقالات الأشعري)) (١/ ١٧٧)، ((الفرق بين الفرق)) (ص٩٣).
(٣) كتاب ((الأديان والفرق)) (ص ١٠٤).
(٤) ((الملل والنحل)) (١/ ١٢٨).
(٥) ((التنبيه والرد)) (ص ١٦٨).
(٦) ((المقالات)) (١/ ١٧٧، ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>