للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد حرص علي بن أبي طالب رضي الله عنه على تحذير الناس من مسلك الخوارج، حتى أنه لما انتهى من النهروان جعل يمشي بين القتلى ويقول: (بؤسا لكم! لقد ضركم من غركم! فقال أصحابه: يا أمير المؤمنين ومن غرهم؟ قال: الشيطان وأنفس بالسوء أمارة غرتهم بالأماني، وزينت لهم المعاصي، ونبأتهم أنهم ظاهرون) (١).

فينبغي على ولاة الأمر علماء وأمراء من تحذير الناس من الفكر الضال المنحرف، وتوعيتهم بخطورته حتى لا يتسلل إلى النفوس.

كما ينبغي على الآباء ملاحظة أبنائهم فكرا وسلوكا ومحاورتهم، ومناقشتهم في الأفكار المنحرفة وتحذيرهم منها، وبناء معتقد صحيح وفكر واعي يحول دون تسلل هذه البدع إلى النفوس. وإن رأى الآباء أو ولاة الأمر بادرة من أحد، ورغبة في اللحاق بأهل البدع والانسياق ورائهم، فعليهم منعه حتى يعود إلى رشده، فهذا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يرسل إلى حوثرة بن وادع الأسدي (٢) أباه ليرده (٣).

المصدر:الصحابة بين الفرقة والفرق لأسماء السويلم - ص٤٥٩


(١) انظر ((البداية والنهاية)) لابن كثير (٧/ ٢٨٨).
(٢) هو: حوثرة بن وادع بن مسعود الأسدي، من الشجعان الزعماء، كان من أنصار علي بن أبي طالب، وشهد معه كثيرا من الوقائع، فارقه بعد التحكيم واعتزل حتى قتل علي، ثم خرج على معاوية مع أصحابه، فأرسل إليه جيشا فقتل عام ٤١هـ. انظر ((الكامل)) لابن الأثير (٣/ ١٦٤)، الأعلام (٢/ ٣٢٦).
(٣) انظر ((تاريخ ابن خلدون)) (٣/ ١٤٢)، وانظر ((البداية والنهاية)) (٧/ ٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>