للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القمي يرى أشياء تتصل بعقيدته في الإمامة، ولذا يضمنها تفسيره. فهو مثلا يؤمن بالرجعة، أي رجعة الأئمة قبل يوم القيامة، ورجعة من غصبوهم حقهم ـ على حد زعمه ـ ليقتص الأئمة من أعدائهم. وعلى هذا جعل من الأمور الأساسية التي اشتمل عليها القرآن الكريم الرد على من أنكروا الرجعة. واستدل بقوله تعالى: وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا [النمل:٨٣] فقال: " أيحشر الله في القيامة من كل أمة فوجاً ويدع الباقين "؟ ثم قال: ومثله كثير نذكره في مواضعه (١). ومن هذا الذي ذكره قوله تعالى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ [القصص:٨٥]. قال: يعني الرجعة. يرجع إليكم نبيكم صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمنين والأئمة (٢).وفي سورة " ق " يقول: وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمنَادِ [ق:٤١] باسم القائم واسم أبيه ... والصيحة ـ صيحة القائم من السماء .. والخروج الرجعة (٣).وفي سورة النحل: فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ [النحل:٢٢] قال القمي: يعني أنهم لا يؤمنون بالرجعة أنها حق قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ يعني أنها كافرة وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ يعني أنهم عن ولاية علي مستكبرون (٤). ويستمر في تفسيره للسورة الكريمة فيقول: فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ [النحل:٣٤] من العذاب في الرجعة ... وَأَقْسَمُواْ بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [النحل:٣٨] قال القمي: الكفار كانوا لا يحلفون بالله، وإنما أنزلت في قوم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قيل لهم ترجعون بعد الموت قبل القيامة فحلفوا أنهم لا يرجعون (٥).

المصدر:مع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع لعلي السالوس - ص٤٩٩

٢ ـ نزول الوحي على الأئمة:

والقمي ممن ذهب إلى أن الوحي لم ينقطع بانتقال الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى، لأن الإمام يقوم مقامه! فعند تفسيره لسورة القدر يقول: معنى ليلة القدر أن الله يقدر فيها الآجال والأرزاق، وكل ما يحدث من موت أو حياة، أو خصب أو جدب، أو خير أو شر، كما قال الله فيها فِيهَا يُفرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان:٤] إلى سنة. وقال تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا [القدر:٤] تنزل الملائكة وروح القدس على إمام الزمان، ويدفعون إليه ما قد كتبوه من هذه الأمور (٦).ونسب للإمام أبي جعفر أنه سئل: " تعرفون ليلة القدر؟ فقال: وكيف لا نعرف ليلة القدر والملائكة يطوفون بنا فيها " (٧).

المصدر:مع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع لعلي السالوس - ص٥٠١

٣ ـ الأئمة يعلمون الغيب: وهو يرى أن الأئمة يعلمون الغيب، ولهذا نراه عند تفسير قوله تعالى: عَالِمُ الْغَيبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ [الجن: ٢٦ - ٢٧]. يقول: يعني علياً المرتضى من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو منه (٨).


(١) انظر مقدمته للتفسير (ص ٢٤). والآية هي رقم ٨٣: النمل ومعناها أنهم يحشرون فوجاً، أي زمراً، فلا يبقى أحد، ونحن مأمورون بالإيمان بيوم القيامة، لا بيومين: يوم لأئمة الجعفرية ويوم للقيامة. (انظر مناقشة هذه العقيدة وبيان بطلانها بالأدلة العقلية والنقلية في ((مختصر التحفة الاثني عشرية)) (ص ٢٠٠ - ٢٠٣)
(٢) (٢/ ١٤٧).
(٣) (٢/ ٣٢٧).
(٤) (١/ ٣٨٣).
(٥) (١/ ٣٨٥).
(٦) انظر (٢/ ٤٣١). والآية الكريمة التي استدل بها هي الرابعة من سورة الدخان. ونصها فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * الدخان:٤* وليس فيها " إلى سنة " كما ذكرها.
(٧) (٢/ ٤٣٢).
(٨) (٢/ ٣٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>